توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«الطائرات الورقية» تشعل تناقضات القوى العظمى

  مصر اليوم -

«الطائرات الورقية» تشعل تناقضات القوى العظمى

بقلم : جيهان فوزى

كم حرباً تحتاج غزة لسحق صمودها؟ منذ أقل من عقد تعرضت غزة لأربع حروب إبادة إسرائيلية، لكنها ما زالت صامدة. محاصرة ومعزولة وتحارب من كل الأطراف، مؤخراً نذير الحرب على غزة يتصاعد بإطلاق الصواريخ المتقطعة ترهيباً لسكانها وإثارة الفزع فى نفوس أطفالها، قالت لى صديقة من غزة، ساخرة أنها أثناء صلاتها سمعت دوى انفجار صاروخ بالقرب من منزلها اهتزت الأرض من تحت قدميها وتمايلت الجدران كأنه زلزال فوجدت نفسها خارج المنزل بمسافة كبيرة فى مشهد دراماتيكى مأساوى، مقاطع فيديو تداولتها مواقع عديدة أظهرت أطفالاً يلهون فى منزلهم، حتى سمع دوى انفجار الصواريخ، فتحولت ضحكاتهم إلى صراخ وعويل، وخرجوا من الكادر مهرولين للاحتماء فى حضن أمهم. هذا هو حال السكان فى قطاع غزة الآن، لم تعد الصورة المعتادة التى يراها العالم فى كل حرب على القطاع هى السائدة، استبدلتها فيديوهات المصورين، الذين ينقلون الأحداث ما بعد القصف الإسرائيلى، وما بعد انفجار صاروخ أو لحظة انفجاره بحرفية نادرة لترصد اللحظة بتفاصيلها المرعبة، فالتقدم التكنولوجى كسر الصورة النمطية للأحداث.

ويقر الكنيست الإسرائيلى قانوناً يمنع التعاطف مع الفلسطينيين، أطلق عليه اسم تشريع «كسر الصمت»، فى إشارة إلى جماعة إسرائيلية تحمل نفس الاسم وتعمل على جمع ونشر شهادات محاربين قدامى بشأن معاملة الجيش الإسرائيلى للفلسطينيين، ويعتبر القانون جزءاً من مساعى الحكومة الإسرائيلية لنزع الشرعية عن الجماعات الحقوقية والمنظمات غير الحكومية فى دولة تتباهى بأنها الأكثر ديمقراطية فى الشرق الأوسط، وفى الوقت ذاته تحارب كل من يشكك فى الهولوكوست! هذا القانون قد يؤدى إلى حظر الجماعات التى تنتقد سياسات الحكومة من دخول المدارس الابتدائية والحديث مع الطلاب، بمعنى آخر إخراس كل الأصوات التى تنادى بالنظر بعين العدل والإنصاف إلى الفلسطينيين وبالتزامن مع استعداد الحكومة اليمينية بالتحضير لشن هجوم شامل على قطاع غزة إذا لم تتوقف الطائرات الورقية الحارقة من الانطلاق نحو الأراضى المحاذية للحدود مع غزة، مستخدمة سياسة التلويح بالعصا والجزرة.

فى السابق كانت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تعارض سياسة المساس بالمساعدات الإنسانية التى تدخل للقطاع التى ستؤدى إلى مزيد من التدهور المعيشى لأهالى غزة وتكون عاملاً أساسياً للتصعيد وتعزيز فرص المواجهة، أما اليوم فتطالب قيادات الجيش الحكومة الإسرائيلية بالشروع فى إجراءات تضييق إضافية للضغط من خلالها على سكان غزة استعداداً لسيناريوهات مختلفة فيما يتعلق بالتصعيد العسكرى، بدءاً من عملية عسكرية تستمر لأيام تستهدف خلالها مواقع استراتيجية لحماس وانتهاءً باحتلال شامل للقطاع، وشن العملية العسكرية يأتى تحت وطأة الضغوط الجماهيرية الإسرائيلية، التى دفعت بالمؤسسة الأمنية إلى تغيير استراتيجيتها والمطالبة بالاستفادة القصوى من الحصار والتضييق على سكان القطاع وإغلاق المعابر والحواجز وتقليص مساحات الصيد فى محاولة للحد من الطائرات الورقية والبالونات الحارقة التى يتم إطلاقها من القطاع باتجاه المستوطنات الإسرائيلية.

«العصا والجزرة» الإسرائيليتان تلاحقان أحلام الفلسطينيين، وفى الجهة الأخرى من العالم يدور النقاش حول تطبيق «صفقة القرن» شئنا أم أبينا، «ترامب» يتفق مع «بوتين» ويشيد به ويتراجع عن تصريحاته بعد سويعات من النفى المستمر حول التدخل الروسى فى الانتخابات الأمريكية. هذا رئيس يليق بأكبر دولة فى العالم! أما بوتين فيستعد للتساهل وغض النظر عن التجاوزات الإسرائيلية فى سوريا والتخفيف من سياسات بلاده تجاه إيران وحزب الله والمساهمة فى إنجاز صفقة القرن إرضاءً لأمريكا وإسرائيل، فى مقابل عدم التدخل فى ملف أوكرانيا، أما الفلسطينيون، فهم فى متاهة الصراع غائبون يتنازعون فى جنون.

نقلًا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الطائرات الورقية» تشعل تناقضات القوى العظمى «الطائرات الورقية» تشعل تناقضات القوى العظمى



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon