توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أسرار غضب البشير من وزير خارجيته

  مصر اليوم -

أسرار غضب البشير من وزير خارجيته

بقلم - خالد أبو بكر

(1)

انشغلت وسائل الإعلام العربية طيلة الأيام الماضية بالحديث عن استقالة وزير خارجية السودان، إبراهيم الغندور، على خلفية احتجاجه على انتزاع العديد من ملفات السياسة الخارجية من وزارته؛ ذلك أن الرئيس السودانى عمر البشير أصدر فى بدايات 2016 قرارا بتعيين عوض أحمد الجاز مسئولا عن ملف الصين بدرجة مساعد رئيس جمهورية، وكذلك ملف العلاقات مع دول «البركس» (الصين، روسيا، الهند، البرازيل وجنوب إفريقيا)، وأخيرا أسند البشير إليه أيضا ملف العلاقات مع تركيا؛ للدرجة التى تجعل من الجاز وزيرا موازيا للخارجية السودانية، وهو ما دفع الغندور لتقديم استقالته المسببة.

(2)

تضاربت الأنباء كذلك عن قبول البشير لاستقالة وزير خارجيته، لكن الذى تأكدت منه من مصادر سودانية رسمية واسعة الإطلاع أن الغندور تقدم بالفعل باستقالته لذات الأسباب التى سردتها توا، وأنه قدم هذه الاستقالة مكتوبة إلى وزير شئون رئاسة الجمهورية، فضل عبدالله بحر، وأن وسطاء من داخل النظام تدخلوا لإقناع وزير الخارجية بالعدول عن استقالته، وهو ما تم بالفعل اذ يمارس الغندور مهام منصبه الآن.

المصادر نفسها أكدت أن «عدول الغندور عن الاستقالة لم ينه الأزمة؛ ذلك أن البشير استشاط غضبا من الوزير؛ لأنه قدم استقالته إلى وزير شئون رئاسة الجمهورية، متجاهلا بذلك رئيس الوزراء والبشير شخصيا، وتساءل الرئيس السودانى فى حديثه إلى المقربين منه: ما الذى كان يمنع وزير الخارجية من التحدث إلى مباشرة فى الأمور التى تزعجه؟ هل هو غير قادر على التحدث إلى فى هذا الأمر ونحن نلتقى دوما؟ وهل بداية الاعتراض تكون بالاستقالة؟

وبحسب المصادر نفسها فإن البشير على الرغم من عدم اعتراضه على عودة الغندور لعمله إلا أنه لم يبت حتى الآن فى الاستقالة، وبات الوزير فى عداد «من ينتظر مصيره».. لا يعرف ما يدور فى عقل الرئيس.. وهل تجاوز مسألة الاستقالة، أم أنه بالفعل عازم على قبولها وتعيين السفير السودانى فى بروكسيل مطرف صديق النميرى وزيرا للخارجية.

(3)

السبب الرئيسى فى العلاقة المضطربة بين الرئيس السودانى ووزير خارجيته أراه مرتبطا بـ«ملف العلاقة مع الولايات المتحدة» وليس ملف إدارة العلاقات مع مصر كما يردد البعض؛ فإنجاز الغندور الأول منذ تولى منصبه الوزارى فى 2015، هو نجاحه فى تخفيف عقوبات أمريكية اقتصادية على السودان استمرت 20 عاما، بعد مفاوضات استمرت لأكثر من 6 أشهر، وبناء على ذلك يرى وزير الخارجية أنه بالإمكان استصدار قرار أمريكى مماثل برفع السودان من لائحة الدول الراعية للإرهاب، وأنه يمكن البناء على ذلك فى التوصل لتسوية لقضية البشير أمام المحكمة الجنائية الدولية.

غير أن البشير بمرور الوقت فقد الثقة فى الأمريكان ويرى أنهم يماطلون ويناورون فى هذا الملف، وهو ما دفعه إلى شن هجوم حاد عليهم فى أثناء زيارته لروسيا أواخر نوفمبر الماضى، إذ قال إن بلاده بحاجة إلى حماية من العدوان الأمريكى، عندما ذكر أن «الأمريكان نجحوا فى تقسيم السودان لدولتين وساعين لمزيد من التقسيم»، وهو ما صدم الغندور الذى فوجئ بتصريحات رئيسه المعادية للولايات المتحدة، والتى تقوض كل جهوده فى تطبيع علاقات بلاده مع واشنطن، وخروجها من تصنيف الدول الراعية للإرهاب، الأمر الذى يعرضها لعقوبات اقتصادية قاسية.

(4)

بحسب ما أكدت المصادر فإن «حضور الغندور القمة الإفريقية المقرر أن تبدأ أعمالها غدا فى أديس أبابا خلف الرئيس السودانى، ما يزال يكتنفه الغموض»، وشددوا على أن غيابه عن هذه القمة سيؤشر بنسبة كبيرة جدا على أن الرئيس يعتزم بالفعل قبول استقالته، إذ من غير المعقول غياب وزير الخارجية عن هذه القمة المهمة التى يحضرها رئيس الدولة.

فى الختام نقول إن المتابع لصناعة القرار فى سياسة السودان الخارجية، يلحظ جنوح رئاسة الجمهورية إلى القيادة المباشرة للدبلوماسية السودانية، على حساب وزارة الخارجية، ولعل شيوع مصطلح مثل «الدبلوماسية الرئاسية» فى السنوات الأخيرة فى الداخل السودانى، خير دليل على وجود هذا التوجه، الذى يزعج الدبلوماسيون، ويخلق نوعا من التضارب بين المؤسسات، ويتسبب فى الانعطافات الحادة المفاجئة فى حركة السودان على المسرحين الإقليمى والدولى.

نقلا عن الشروق القاهرية

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسرار غضب البشير من وزير خارجيته أسرار غضب البشير من وزير خارجيته



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon