بقلم - محمد أمين
لا أعرف المهندس عمرو نصار، وزير الصناعة، ولم أسمع عنه من قبل الوزارة.. وربما يكون ذلك قصوراً منى.. لكننا لم نعرف له تجربة سابقة، ويشاركنى فى ذلك زملاء كثيرون.. ولا يعنى هذا أى إهانة للرجل أبداً.. إنما يعنى أن الاختيارات لها معايير أخرى.. ومن أغرب ما قال إن «دور الإعلام يتمثل فى نقل الصورة الإيجابية، ولا يسلط الضوء على السلبيات»!.
عفواً معالى الوزير: من أين أتيت بهذا المفهوم؟.. وأين تعلمت فنون السياسة والإعلام؟.. وكيف سمح لك الأخ أسامة كمال بهذا الكلام؟.. كيف جاراك فى الفكرة؟.. وكيف لم يشرح لك دور الإعلام الحقيقى؟.. كيف وافقك أن الإعلام المحترم هو الذى يقدم الصورة الإيجابية فقط؟.. هل تريد إعلاماً موجهاً؟.. هل هذا مفهومك أنت، أم أنه مفهوم الحكومة عن الإعلام؟!.
والمزعج فى الأمر أن أسامة كمال قال إن الإعلام «أساء لعلاقات مصر مع الدول الأفريقية».. فما وجه العلاقة بين خطأ وقع فيه الإعلام، ومفهوم الإعلام الحقيقى؟.. واعترف أن «الإعلام المصرى أسهم فى الإساءة لبعض أشقائنا وبعض حلفائنا بسبب نقص المعلومات والخبرات».. وأقول له إن الإعلام كان موجهاً من الدولة، وكان يتلقى «التعليمات»!.
فالدولة تستطيع أن تغلق «الحنفية» بكلمة أو إشارة، وتستطيع أن «تبدأ» حرباً بتعليمات.. ومعناه أن الإعلام كان يكتب أو يذيع على «هوى الدولة»، فى ذلك الوقت.. وأنت تعرف كيف يتم وقف الحملات الإعلامية، وكيف تبدأ بكلمة؟.. هذه نقرة أخرى ليس لها علاقة بدور الإعلام.. وأنت تعرف الآن كيف تتوقف آلة الإعلام بكلمة.. وكيف تبدأ الحروب بكلمة أيضاً؟!.
نقص المعلومات «مشكلة الدولة» أولاً.. فمن الذى يحتكر المعلومات يا «أسامة»؟.. لماذا لم تزود بها رجال الإعلام؟.. هل نقص المعلومات «مشكلة الإعلاميين»؟.. هل هم «يتعمدون» ذلك؟.. هل كان الإعلام كله على قلب رجل واحد لا يفهم، وليس لديه معلومات، ويريد «التخبيط فى الحلل»، والإساءة إلى الأشقاء مرة فى الجزائر ومرة فى السودان، وأخرى فى إثيوبيا؟!.
فلا تُلقوا بمشاكلكم على الإعلام.. ولا تعمموا.. هناك صحف وقنوات بلا حصر تتكلم «لغة واحدة»، وتعبر عن توجهات الحكومة، ومع ذلك مازالت الشكوى من الإعلام.. فما معنى هذا؟.. معناه أن الناس لا تصدق إعلام الحكومة.. الحل أن يكون هناك رأى آخر، حتى يصدق الناس الإيجابيات.. هل الإعلام ضد أى شىء جيد؟.. هل الإعلام ضد حملة «فيروس سى» مثلاً؟!.
عفواً معالى الوزير: ما هى «الإيجابية» من وجهة نظرك؟.. هل سؤالك عن «المصانع المتعثرة» ليس إيجابياً؟.. هل يعد سلبياً أن أسالك: كم مصنعاً «دخل الخدمة» فى عهدك؟.. هل الإشادة هى دور الإعلام الحقيقى؟.. من أفهمك هذا؟.. يا سيادة الوزير: خليك فى شغلك لو سمحت!.
نقلا عن المصري اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع