بقلم-محمد أمين
لا أنا ولا أنت ولا سميح ساويرس نعرف على وجه اليقين معنى كلمة «قريباً» التى أطلقها بوتين، فى تعليقه على عودة السياحة الروسية؟.. هل يقصد الأسبوع القادم، أم الشهر القادم، أم العام القادم؟.. متى يعلن بوتين عودة السياحة رسمياً؟.. هذه الأسئلة وغيرها طرحها «سميح» فى افتتاح القنصلية السويسرية بالجونة.. فقد مضت ثلاث سنوات ومازلنا ننتظر العودة!.
فمن الغريب أن الرئيسين (السيسى وبوتين) سمن على عسل.. فما هو الموقف بالضبط؟.. سميح قال: «إحنا فى مصر مش فاهمين ليه روسيا وإنجلترا واخدين موقف مننا، بعدم الإعلان عن توقيت معين لعودة السياحة الروسية، وزيادة أعداد السياح الإنجليز».. وفى كل الأحوال لم يشعر باليأس، وقال إن السياحة ستعود قريباً، خاصة بعد الزيارة التاريخية الأخيرة للسيسى!.
ولا ننكر أنه كان هناك احتفاء بالرئيس فى زيارته لموسكو.. تحدث أمام الفيدرالية الروسية كأول رئيس أجنبى.. والتقاه فى منتجع سوتشى.. واستقل معه السيارة الروسية الجديدة.. لكنه حين تحدث عن السياحة قال «قريباً»، دون أن يضع لها إطاراً زمنياً.. يقول «سميح» إن عدم عودة السياحة «زعلنا جداً كمستثمرين فى السياحة»، والزعل هنا «يقاس» بالأرقام!.
وبلاشك فقد خسرت مصر كثيراً من غياب السياحة الروسية والبريطانية.. وقد نفهم أن السياحة الروسية لها «عذرها».. فما «عذر» السياحة البريطانية؟.. وبرغم كل ذلك فمازال «سميح» يتوقع الخير فى الموسم القادم، ويتوقع أنه سيكون أشبه بموسم 2010، العام الذى شهد أعلى إحصائيات فى تاريخ السياحة.. وهو خطاب هادئ لكنه كاشف لحالة الاختناق العام!.
ولم ينس رجل الأعمال أن يتحدث عن محاولات لسد العجز من صربيا وكازاخستان، ولكن كلها كوم والسياحة الروسية «كوم تانى».. فلماذا يعلق بوتين الرحلات الروسية حتى الآن؟.. هل يستخدم «كارت السياحة» لتحقيق أغراض أخرى؟.. ما معنى هذا التأخير؟.. فنادق كثيرة أغلقت أبوابها بسبب حالة الركود.. ومقاصد كبرى تعطلت فى الأقصر وأسوان!.
الأهم من ذلك أن «ساويرس» لا يلقى باللوم كله على روسيا، فقد كان من الممكن أن تغطى السياحة العربية حالة العجز.. لكنه قال: نحن نحتاج إلى إعلام يخاطب المصريين بأن السياحة حياة أو موت.. ونحتاج إلى تدريب عمالة فى السياحة.. ونحتاج إلى تدريب سائق التاكسى.. وقال: «لو اتعاملنا كويس مع السائح هييجى أكتر من مرة».. المشكلة فى التعامل الخطأ!.
وختاماً، لا فرق بين بوتين وترامب، ولا فرق بين تريزا ماى وأردوغان.. المنطقة وقعت فى حزام الابتزاز.. قد نفهم موقف بوتين، ولكننا لا نفهم موقف ماى.. وقد نفهم موقف أردوغان من السعودية، ولكننا لا نفهم موقف ترامب.. كما أننا لا نفهم بالضبط معنى «قريباً» التى أطلقها بوتين!.
نقلا عن المصري اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع