بقلم - محمد أمين
لا يستطيع أحد أن يقول شيئاً أمام إجراءات قانونية عسكرية فى مواجهة ضابط سابق أو مُستدعَى بالقوات المسلحة.. ولا يستطيع أحد أن يقول شيئاً أمام بيان عاجل من الجيش.. ولكن بالتأكيد هناك صدمة كهربائية أحس بها الشارع السياسى.. إما لأن الأمر انتهى باعتقال الفريق سامى عنان، وإما لأن الساحة خلت من مرشحين لهم وزن أمام المرشح الرئاسى عبدالفتاح السيسى!.
الرأى العام تابع، أمس، مشهدين متناقضين.. الأول مشهد الرئيس وهو يتقدم للفحص الطبى كمرشح رئاسى.. المشهد الثانى تحريك الإجراءات ضد «عنان» ليدخل فى الدوامة ويخرج من السباق الرئاسى.. ولاشك أن الناس أُصيبت بدهشة، مَن يؤيد الفريق ومَن لا يؤيده مثلى.. تحولت الدهشة إلى حالة دوار يشبه دوار البحر، خاصة أن «عنان» ترشح من قبل دون استئذان الجيش!.
ولا أتصور أن الأمر يتعلق بنية «عنان» الترشح فقط.. فقد أعلن نيته الترشح فى 2014.. وأصدر بيانات وأسس أحد الأحزاب السياسية، وكانت له حملة انتخابية.. ثم جرت مياه كثيرة فى النهر.. أو حدثت تفاهمات سياسية وغيرها.. فطلب طلبات واستُجيب له.. وبعدها أصدر بيان الاعتذار عن عدم الترشح.. والبيان موجود.. فما الذى حدث الآن؟.. ما حدث أنها نية حقيقية لا «مناورة»!.
وحتى تكتمل الصورة، هناك مشهدان آخران لافتان قبل مشهد الختام وإسدال الستار فى قضية سامى عنان.. الأول استقالة رجب هلال حميدة منذ الصباح الباكر، لكنه مشهد مثير للتساؤل.. فلم يكن أحد يتذكر «حميدة» حتى ظهر فى مؤتمر مصنوع، لا يختلف عن يوم استقالته من «الغد».. المشهد الثانى مشهد د. سمير صبرى يرفع دعوى لاستدعاء «عنان» مرة أخرى للقوات المسلحة!.
فكرة الاستئذان لم تخطر على بالنا أبداً.. فقد ترك الخدمة منذ سنوات.. والفريق وحده مَن ذكّرنا بضرورة استكمال الإجراءات فى «بيان الفجر» الذى أعلن فيه الترشح.. وكان هناك سيناريوهان.. الأول أن يحصل على الإذن بمجرد تقديم الطلب رسمياً.. الثانى أن يُقال إن الجيش فى حاجة إليه وشكراً دون إبداء حيثيات.. وأعتقد أن الأمر يتعلق بما جاء فى البيان من مفردات عنيفة!.
القضية الآن لم تعد فى الإذن ولا اتخاذ الإجراءات.. القضية الآن أكبر من كل هذا، خاصة بعد صدور بيان القوات المسلحة.. ولاسيما أنه انطوى على جرائم عديدة حددها البيان.. نحن أمام صحيفة اتهام واضحة لا لبس فيها.. أولها عدم الحصول على إذن، ثم التزوير.. والوقيعة بين الجيش والشعب.. وبالتالى لم تعد زيارة إنهاء إجراءات.. ولكنها «اعتقال» سوف ينتهى بالمحاكمة!.
والسؤال الآن: ما موقف الفريق «عنان»؟.. هل مازال مرشحاً رئاسياً؟.. هل يمكن أن يحصل على إذن ويرجع للسباق؟.. هل القصة انتهت وأُسدل الستار؟.. مَن يخوض السباق أمام السيسى؟.. كيف لو أصبح الأمر بين السيسى وخالد على؟.. وكيف لو انسحب خالد على لأى سبب؟.. وارد!.
نقلا عن المصري اليوم القاهريه