بقلم : محمد أمين
هذه بطولة أخرى في سلسلة بطولات المخابرات المصرية.. تحتاج لمن يكتبها بعناية ويسهر عليها، ويقدمها للجمهور على شاشة السينما، مثل أفلام الصعود إلى الهاوية، ومهمة في تل أبيب، وبئر الخيانة، والجاسوس وإعدام ميت، أو درامياً مثل رأفت الهجان، ودموع في عيون وقحة.. لكنها تختلف هذه المرة أن إسرائيل لم تعد طرفاً بالمرة ولكن كانت قطر وشركاؤها!
كانت ساعات معدودة منذ الإعلان عن تحرك اللواء عباس كامل للقاء المشير حفتر حتى عاد إلى أرض الوطن، وفى يده رأس الأفعى هشام عشماوى.. عاد في طائرة خاصة يقيده ضابطان من الوحوش المصرية، بينما كان في أيديهما مثل العصفور.. ليست عليه علامات تعذيب.. لكن تبقى ملحوظتى أنه عاد بالشبشب، كأنهم يقولون: «هى دى مصر يا عشماوى»!
والفرق كبير بين أن تعود مقيداً في جنح الليل بالشبشب، وبين أن تعود في الدرجة الأولى يستقبلك الناس في رائعة النهار، يقدمون لك الورود والأزهار.. وهو الفرق بين الخائن والبطل.. أنت الآن امام خائن تورط في جرائم كبرى من أول مذبحة كرم القواديس إلى الفرافرة إلى النائب العام، إلى محاولة اغتيال وزير الداخلية.. ومن هنا نفهم قيمة تسلم هذا الخائن الكبير!
فالحكاية ليست في كلمتين وبس.. وليست أنه تم ضبطه متخفياً في درنة، ثم حدثت مفاوضات التسلم منذ ثمانية أشهر ثم عودته أمس.. هناك إدارة للعملية تولاها الرئيس بنفسه، كرئيس لأكبر جهاز أمنى مصرى سابق، ثم نفذ العملية اللواء عباس كامل بنفسه، وليس أحد رجاله الكبار، وكلهم بالمناسبة كبار مخلصون وطنيون.. يسهرون على أمن مصر وراحتها!
وبالأمس فقط سكنت أرواح الشهداء.. وبالأمس فقط اطمأن أبناء الشهداء أن أرواح آبائهم لم تذهب هدراً.. هناك فصول عديدة في الحكاية.. من أول انفلات ضابط الصاعقة وانحرافه.. إلى فصله من القوات المسلحة، إلى إعلانه العداء للدولة المصرية، إلى انضمامه إلى داعش بعد حكم الإخوان، ثم بدأت المجازر.. أمس كان الفصل قبل الأخير.. «المحاكمة حتى الإعدام»!
هشام العشماوى ليس إرهابياً عادياً، لكنه ابن المؤسسة العسكرية.. حاربها بأدواتها ومفرداتها وشفراتها.. وكان لابد أن تعيده لقبضتها مهما كان الثمن.. كان في استقباله رئيس جهاز المخابرات شخصياً.. ما حدث رسالة لكل من يهمه الأمر.. لكل من يفكر في الانضمام لجماعة إرهابية.. ولكل من يمول الإرهاب.. ولكل العناصر الإرهابية التكفيرية.. لن تفلتوا أبداً!
وأخيراً، هناك فرق كبير بين البطل أحمد المنسى والخائن هشام عشماوى.. كلاهما كان في وحدة واحدة للصاعقة.. أحمد منسى أيقونة مصرية دافع عن الوطن.. عشماوى خائن وعميل تلوثت يده بالدماء.. منسى استحق وسام الجمهورية، والثانى استحق حبل المشنقة.. فمن يكتب هذه الرواية؟!