توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل لديك الشجاعة؟!

  مصر اليوم -

هل لديك الشجاعة

بقلم : محمد أمين

الأولى على جامعة هارفارد من أصل جزائرى، هاجرت إلى فرنسا قبل الحرب الأهلية.. وحين فازت بالدرجة العلمية، راحت تعلمنا درسًا فى الحياة، وهو «قوة الأشياء الصغيرة».. وتذكرنا ألا نستهين بها أبدًا، فقد تُغير حياة الآخرين للأبد.. وأتحدث هنا عن زاوية أخرى مستوحاة منها.. فقد تحدثت عن الماضى، وأيام الضنك فى الجزائر، وليس كل منا «مغرمًا» بالماضى أبدًا!.

والعظماء فقط من يفعلون ذلك.. فالرئيس السادات، رحمه الله، كان يعود إلى قرية ميت أبوالكوم.. يرتدى الجلباب البلدى.. وحكى لنا عن عيشته فى بيت صغير، وكان يتكلم عن «القاعة»، وهى الغرفة التى يقام فيها فرن الخبيز.. وكنا أيامها لا نصدق أن الرئيس نام مثلنا على الفرن.. وأكل مثلنا واشتغل شيّالًا.. وكتب أكثر من ذلك فى كتابه الشهير «البحث عن الذات»!.

ولا ننسى مشهد وصول العسل الأسود إلى القرية، والسادات يجرى خلف جدته، حتى تشترى الجدة زلعة العسل، وهو يمضى خلفها «حافى القدمين».. يحكى عن بدايته كفلاح، ثم يصل إلى دوره كسياسى له باع طويل حتى وصل إلى منصب الرئيس.. لم يزيف شيئًا من التاريخ.. ولم يأنف أن يكتب كل شىء، وهو فى أوجّ انتصاره ومجده ولم يكن مضطرًا بالمرة!.

العميد طه حسين أيضًا حين كان فى قمة المجد، سجل قصة حياته فى كتابه الشهير «الأيام».. ونقلنا معه إلى حياة قاسية جدًا عاشها فى الصعيد، ثم وهو طالب أزهرى.. سواء فى طريقة العيش أو الأكل.. تذكرت كل هذا وأنا أشاهد فيديو وسيلة حنان تكجراد الجزائرية، التى ألقت خطابًا تاريخيًا مؤثرًا أمام أنجيلا ميركل، وأظن أن «ميركل» كانت تشاطرها الماضى نفسه بمواجعه!.

فالعظماء لا يأنفون من الماضى.. ولديهم الشجاعة كى يقدموا «الأمل» للبشر.. والسؤال الآن: هل لديك الشجاعة لتتذكر الماضى، أم تهرب منه؟.. كان السادات شجاعًا حين قال إنه تربى فى قاعة، ونام على الفرن، ومشى حافيًا.. «تكجراد» قالت إنها كانت تذهب وأختها إلى الحمام العمومى.. طه حسين قال إنه كان يستحم فى الترعة.. عبدالحليم حافظ مات بسبب البلهارسيا!.

فهل لديك الشجاعة لتتذكر ماضيك الآن؟.. هل تتذكر أيام كنت حافيًا مثلًا؟.. هل مازلت تحتفظ بشقتك القديمة فى الحى الشعبى، أم أنك ولدت فى التجمع والشيخ زايد والزمالك وجاردن سيتى؟.. هل مازلت تتذكر سيارتك «القردة»، أم دفنتها مع الماضى؟.. هل تتذكر أنك كنت تستحم فى الترعة، والبلهارسيا تنهش جسدك؟.. من المؤكد بعت شقتك وسيارتك، ولا تذهب إلى القرية أبدًا!.

وهنا أتذكر أن وزيرًا من أصحاب الحقائب السيادية سألنى ذات يوم: أين تذهب فى «الويك إند»؟.. قلت: ويك إند يعنى إيه؟.. قال: أقصد الساحل الشمالى؟.. قلت: لا.. قال: أومال هتروح فين؟.. قلت ساخرًا: على ساحل الترعة عندنا.. وسكت الوزير برهة ملحوظة، ثم قال: على كل حال، سوف نلتقى أول الأسبوع!.

المصدر :

الحياة

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل لديك الشجاعة هل لديك الشجاعة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon