بقلم - حمدي رزق
وتسجل النائبة أنيسة حسونة معركتها في مواجهة غول السرطان بشجاعة نادرة، وتعلن أنها لم ترفع الراية البيضاء بعد. نموذج ومثال، شفاها الله وعافها، تكتب بحبر القلب سطوراً منيرة مستبشرة، تروي حكاياتها » للكبار فقط »، وليت الكبار يقرأون، فيتدبرون، فيقاومون بشجاعة، ويصبرون علي ابتلاء.
سطور تقطر عذوبة، وتستشرف املاً، وترمق غداً، وتستبصر شفاء، وترفض الاستسلام، وعلي قدر أهْلِ العَزْم تأتي العَزائم، ودعاء إلي الله ان يردها من رحلة مرضها سالمة غانمة لحفيدها الجميل، تستعين بحب الاحفاد علي وعثاء الطريق الصعيب، تنادي حفيدها في شدة مرضها » شايفاك طبعا يا روح قلب تيتا ».
الرحلة لها عنوان، اجعل المرض صديقاً، لاتلعن المرض، ولا تقنط من رحمة الله، أنيسة هانم التي تعرفت عليها باكراً في رحلة البحث الحثيث عن والدها العظيم » عصام بك حسونة » وزير العدل »سبتمبر 1965 / مارس 1968» لاستبين منه فصلاً في مذكراته الصادقة »شهادتي» عن عملية » السيارة الجيب » الارهابية التي نفذتها جماعة الاخوان الارهابية في العام 1948.
تعرفت عليها فعلمت انها ابنة رائعة لرجل عظيم علمها الحروف كلها، حروف الصدق في القول، وحب الخير، والوقوف في صف الوطن، وتقطعت بنا الأسباب، انشغلت أنيسة بتاسيس مشروع مركز مجدي يعقوب لقلوب الاطفال في اسوان، وانشغلت عنها بمتاعب الصحافة، كل في شغل، وسوي اتصالات نادرة غابت عني حتي وقعت علي سطورها المضيئة وهي تعلن إصابتها بالسرطان في شجاعة نادرة.
سطورها تكفي لتمنح المعذبين املا، حتي وهي تتألم تشفي اوجاعا، وهي تقاوم ترسم ابتسامة علي الشفاة، وهي تنزف من صحتها تظهر قوية، من اين لك كل هذه الصلابة سيدتي، قصة أنيسة حسونة مع السرطان تستحق ان تروي لليائسين تمنحهم بعض من امل.
تقول : »خضعت باستسلام خلال العامين الماضيين محتملة رفقته الكئيبة، بأمل أن يتخلي ويرحل عني، الخطط كانت كثيرة لأني سريعة التحمس عاشقة للحياة، وسيناريوهاتي دائماً متفائلة بالألوان الطبيعية وبالتالي صدقت كل هذه الأحلام لأنني لا أستطيع الحياة من غيرها.
وأؤكد لكم أنني قد بذلت أقصي جهدي خلال الشهور القليلة الماضية علي المرض، لاستغلال كل لحظة لاحتضان وتقبيل أحفادي، وقعدت جنب »البيسين» لأشاهد حفيدي الصغير يعوم مثل السمكة »البساريا» مستعرضاً مهارته أمامي قائلا: »شفتيني يا تيتا»، وأنا أرد بمنتهي الفخر وضحكة كبيرة علي وجهي: »شايفاك طبعا يا روح قلب تيتا».
وتختم، وإنا أكتب لكم الآن وأنا في طريقي للمستشفي لأجري جراحة خطيرة، راضية بقضاء الله وقدره، آملة أن يستجيب الله سبحانه وتعالي لدعواتكم المخلصة هذه المرة أيضاً فأنا لم أرفع رايتي البيضاء بعد.
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع