بقلم : حمدي رزق
استملحت العنوان، فوقعت علي مبادرة شبابية من أسمي المبادرات التي أتقفي أثرها بطول وعرض البلاد، مبادرة قوامها شباب مؤسسة »صناع الخير» وهم أهل خير جميعاً، توليفة رائعة من الشباب المتطوعين الذين يجوبون البلاد من أقصاها إلي أقصاها في قوافل طبية يكشفون علي عيون الغلابة، الفقراء في بلادي يستحقون كل الخير من صناع الخير.
مبادرة ولا أروع، تذهب إليهم في العزب والنجوع والقري، تكشف علي العيون، وتجري الجراحات مجاناً، لغير القادرين، تحسبهم أغنياء من التعفف، كم من المصريين يتعففون حتي عن طلب العلاج، يتألمون في صمت، وإذ فجأة تمتد إليهم أياد حانية تبصر أبصارهم، وتأخذ بأيديهم من الظلام إلي النور.. الله ينور عليكم.
ما تأخر أبدا، الرئيس السيسي وقناعة بجدية المبادرة التي عرضت علي سيادته في مؤتمر »حكاية وطن»، وثقة في إخلاص العاملين عليها قرر تخصيص مليار جنيه من صندوق »تحيا مصر» لدعم جهودهم الخلاقة في الكشف المبكر علي المصريين.
السيسي هالته الأرقام، مؤلم جدا حال عيون المصريين، مليون مصري أصيبوا بالعمي فعلياً لأنهم لم يجدوا علاجاً قبل أن تزحف المياه البيضاء والزرقاء لتحجب نور العيون، وهناك سبعة ملايين مصري مهددون بفقد الإبصار، وما خفي كان أفدح.
في مثل هذا المشروع القومي لمكافحة العمي، مليار جنيه تكفي لانطلاقة واعدة، وواجب مجتمعي أن يرفدها الميسورون وأهل الخير بالخير العميم كما فعلت شركة »أوركيد» للصناعات الدوائية، بدعم المشروع بما قيمته 6 ملايين جنيه (أدوية).
وهذه دعوة للتبرعات، اكفل فقيرا مهددا بالعمي، خذ بيده من الظلام إلي النور، مثل الذي يأخذ بيد أعمي يعبر به الطريق، لم يره الأعمي، ولكنه له من الشاكرين، ما أعظمه تبرعا لمن لا يراك وأنت تراه، يا بخت المبصرين بآلام الغلابة.
العمي يزحف علي العيون، المبادرة التي يشارك فيها أطباء معتبرون بجهودهم ووقتهم وخبراتهم قربي إلي الله، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون، تستأهل تحركاً مجتمعياً، تشبيكاً بين مستشفيات الرمد، ومعاهد العيون، وعيادات الأطباء المتبرعين. فليوفر كل طبيب عيون من وقته يوماً للحاق بقافلة النور، يوم في الشهر للكشف مجانا في إطار مبادرة تترجي الله في جهود الخيرين، أو في عياداتك الخاصة، يوم للفقراء بلا فيزيته، زكاة عن علمك وعن عملك وعن مالك وعن عيالك، الظلام يزحف حثيثاً علي العيون، وأنتم تبصرون.
داعياً جمعية الرمد المصرية أن تكون سنداً لهذه المبادرة، بأطبائها المعتبرين، مدرسة العيون المصرية تحتل مكانة عالمية، ومصر لا تعدم أساتذة وأطباء وشبابا قادرين علي هزيمة الظلام، المبادرة الشبابية التي انطلقت في قري المنوفية والبحيرة والفيوم مبشرة، ولطالما توافرت الإرادة السياسية لمكافحة العمي، وبرهن الرئيس علي تفاعله بتخصيص مليار جنيه من صندوق تحيا مصر، فالإرادة المجتمعية قادرة علي هزيمة الظلام، وكما هزمنا فيروس (») في غضون عامين، الظلام ينقشع باذن الله في غضون عامين طالما توفرات النوايا المخلصة.. بوركتم شبابا مخلصين
نقلا عن الاخبار القاهريه