بقلم - حمدي رزق
يتم الاقتراع لانتخاب رئيس الجمهورية حتى لو تقدم للترشح مرشح وحيد أو لم يبق سواه بسبب تنازل باقى المرشحين، وفى هذه الحالة يعلن فوزه إن حصل على 5% من إجمالى عدد الناخبين المقيدة أسماؤهم بقاعدة بيانات الناخبين، فإن لم يحصل المرشح على هذه النسبة تعلن لجنة الانتخابات الرئاسية فتح باب الترشح لانتخابات أخرى خلال خمسة عشر يوما على الأكثر من تاريخ إعلان النتيجة، ويجرى الانتخاب فى هذه الحالة وفقا لأحكام هذا القانون.
تحسّب قانون الانتخابات، الذى أصدره المستشار عدلى منصور، رئيس الجمهورية، بالقرار رقم 22 لسنة 2014 فى مادة (36) للموقف العصيب الذى نحن بصدده، السيسى مرشح وحيد، وعليه أن يتحصل على 5 فى المائة من إجمالى عدد الناخبين المقيدة أسماؤهم بقاعدة بيانات الناخبين، ومعلوم أن عدد الناخبين المقيدين بالجداول الانتخابية قبيل انتخابات 2014 بلغ 50 مليوناً و524 ألفاً، و99 مواطناً، وبطرح المتوفين وإضافة من بلغوا سن التصويت، مطلوب من الرئيس المرشح الحصول على نحو مليون صوت انتخابى فقط لا غير.
الوصفة سهلة، ولكنها وصفة ليست مهضومة تماماً، والحادبون على صورة الوطن فى عيون العالم، كانوا يتمنونها منافسة انتخابية حقيقية بين جملة مرشحين، ولكن ما باليد حيلة، ستجرى الانتخابات على قاعدة الحد الأدنى من المرشحين والناخبين، لنا الله.
أخطر ما يواجه مصر ليست هذه الانتخابات، لدينا مرشح معتبر، ولكن الانتخابات المقبلة التى لن يكون ماثلاً فيها «المرشح الرئيس» الذى سيكون استنفد فرص الترشيح، وشغر المنصب الكبير فعلياً، وهذا ما يجب التحسب له من الآن، وما يجب الاستعداد لهذا اليوم الموعود من الآن، وإلا كانت مأساة سياسية شهدنا فصولاً منها خلال الأيام القليلة الماضية من انسحابات وإخفاقات فى إيصال مرشح منافس للرئيس بالتوكيلات البرلمانية أو بالتوكيلات الشعبية.
الدرس المستفاد إجرائياً أن حاجز التوكيلات يبدو مرتفعاً ما يفوق قدرات المرشحين فى إحراز النصاب القانونى، وبدون مزايدات سياسية خرقاء، المنسحبون لم يجمعوا التوكيلات اللازمة فى هذا الوقت الضيق الذى قررته اللجنة العليا للانتخابات وفق صحيح القانون، وإذا كانت بعض مواد القانون باتت وبالتجربة مانعة، لا ضير من أن يضطلع البرلمان بتعديل بعض هذه المواد وتذليل السبل أمام الراغبين فى المنافسة.
سياسياً، المأزق الذى وقع فيه حزب الوفد لا يجب أن يتكرر، مصر لم تعدم مرشحين أكفاء، مصر مليئة بالكفاءات السياسية، ويجب على الأحزاب أن تتجهز لهذا اليوم الموعود بمرشحين أكفاء ثقات من أول لحظة لحلف السيسى القسم، تعلنهم مرشحين، ويخوضون الأعوام الأربعة المقبلة تمارين سياسية شاقة تؤهلهم لخوض السباق الكبير نحو المنصب الكبير.
لن تبكى على اللبن المسكوب أرضاً، ولكن مسئولية الرئيس السيسى وحكومته وأجهزته السيادية أن يهيئ مناخاً سياسياً صحياً كفيلاً بحياة سياسية نشطة تفرز مرشحين أكفاء، خاصة أنه أقسم وزاد من القسم مراراً وتكراراً على احترام الدستور الذى ينص على ولايتين كحد أقصى للرئيس فى موقعه.
لن ندخل فى التفاصيل خشية الشيطان الكامن فى الدغل الفيسبوكى، الانسحابات التى جرت تباعاً كشفت الحالة السياسية فى مصر، موات تام، أخشى أن نصحو بعد أربع سنوات على خواء، فراغ، خشيتى أن مرشح الإخوان دوماً جاهز خلف الخطوط بقاعدة مستميتة عقائديا، وينتظر اللحظة التى يقفز فيها بالباراشوت والزيت والسكر على قصر الاتحادية، كما حدث مع مرسى العياط.
نقلا عن المصري اليوم القاهريه