توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«سلم نفسك» لـ«خالد جلال»!

  مصر اليوم -

«سلم نفسك» لـ«خالد جلال»

بقلم - حمدي رزق

مهم أن تشاهد رائعة المخرج الكبير خالد جلال الجديدة «سلم نفسك» كتحذير صارخ من عمليات التسليم العقلى الضارية فى المجتمع المصرى، وعندما يرفع الستار يستلمك خالد جلال وشبابه فلا يتركون لك مجالاً للإفلات من الحالة التنويرية التى تعصف بذهنك فتوقظك على خطر محدق، خالد جلال يستنهض المواطن المصرى، يشحن بطاريات المقاومة، يفجر الطاقة الإيجابية، الانتماء للوطن حصن أمان.

خالد جلال لا يصرخ فى عرضه «سلم نفسك»، العرض مزيج من الحنين إلى أيام مضت، يوم كان الإنسان إنساناً، وكان الصدق عنواناً، و«حب الوطن فرض عليه، أفـديه بروحـى وعينيه»، تنساب الروح الوطنية من بين مشاهد العرض بلا زعيق، «خالد» يصوغ مأساة عقل سلّم نفسه طواعية للشائعة فصارت حقيقة، وصار البشر يفتون فيما لا يعلمون فتضيع الحقيقة وتشيع الكذبة، فيفقد المواطن منعته ويسلّم نفسه مغيباً تماماً تحت وهم المعرفة، أبوالعريف يصير أبا جهل عن جهل.

خالد جلال نوع من المخرجين الأسطوات، أسطى خشبة، مسرحجى، يتفنن فى صوغ مشاهده الخاطفة على مهل ويصوغها فى أناة، فتخرج من تحت يديه حتة قطيفة ناعمة حتى الضحكة من القلب، شغل خالد جلال يشرح القلب الحزين.

سر خالد جلال فى فرط حماسه الداخلى يكاد يتفجر إبداعاً، يصنع من الفسيخ شربات سائغ شرابه لذة للمشاهدين، ورشجى متمكن من أدواته، واثق من قدراته، يطوّع المواهب لنصوص ارتجالية تتحول إلى حالة احترافية مذهلة.

لا تصدق أبداً أن هؤلاء «الغيلان المسرحية» الذين لا يتركون لك فرصة لالتقاط الأنفاس، شباب هواة مسرح تعهدهم خالد جلال بالرعاية، يسقى مواهبه الفن المسرحى بالملعقة، «خالد» يجيد صقل المواهب، يجليها إبداعاً وينظمها فى عقد فريد يفيض بهاء على خشبة المسرح، وهو فى الكواليس جد سعيد حتى تطفر من عينيه الدموع، وفى الختام يحتضن أولاده بامتنان.

سلم نفسك لخالد جلال ولن تندم، تود لو طال العرض طويلاً طويلاً، خلاصته «يا بخت من بكانى وبكى عليا ولا ضحكنى وضحك الناس عليا»، خالد يبكيك ويبكى معك على حالنا وما وصلنا إليه من تفريط وكذب وخداع وفتى عن جهالة واحتقار واجتراء وافتراء، «سلم نفسك» مكاشفة قاسية ضاحكة ساخرة، وقفة مع النفس ومع الذات ومع أنفسنا ومع العالم من حولنا لماذا تحولنا لماذا تغيرنا لماذا صرنا على ما نحن عليه؟، يشدد على الانتماء الذى هو طوق النجاة.

المسرح عند خالد جلال وش بابه ليس نزهة خلوية، بل مكاشفة وتشخيص وعلاج بمبضع جراح يعرف طريقه سالكاً إلى موطن الداء، سخريات مريرة بطعم السكريات المحروقة، ينطق بها شباب يقفون على المسرح لأول مرة بعد أن وقفوا بذكاء على مسرح الحياة.

المسرح عند هؤلاء رسالة والخشبة مدرسة، والرقى إبداع، مسرحية خالد جلال «التجريبية» تخلو من المقبلات المصنوعة والوجوه الملونة، شباب وجوههم مقبولة وإفيهاتهم مهضومة، وذكاؤهم فطرى يقطر إبداعاً. محظوظ «خالد» بكبشة المواهب، 27 موهبة فى عرض واحد ساعتين من المتعة الخالصة النظيفة الراقية، مسرح كما يجب أن يكون المسرح تتحقق فيه كل نظريات المسرح دون تعقيد أو افتعال أو اهتبال أو لحس عقل.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«سلم نفسك» لـ«خالد جلال» «سلم نفسك» لـ«خالد جلال»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon