توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عندما يتجلى القضاء شامخاً

  مصر اليوم -

عندما يتجلى القضاء شامخاً

بقلم - حمدي رزق

فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، هذا ما يستبطنه القضاة العظام من فوق منصتهم العالية، ليت قومى يعلمون أن فى مصر قضاء عظيماً، تحسبهم أغنياء من التعفف، وعليه نسجل موقفاً راقياً لقضاة مصر، تسجيلاً أميناً لهذا الموقف المؤتمن على العدالة والنأى بها عن مواطن الشبهات.

رفض مهذب لائق فى خطاب من مجلس إدارة نادى القضاة، برئاسة المستشار محمد عبدالمحسن، إلى رئيس مجلس النواب الدكتور على عبدالعال، نادى قضاة مصر يرفض التعديلات التى أدخلتها اللجنة التشريعية بمجلس النواب على المادة 134 من قانون الإجراءات الجنائية، ضمن المشروع المقدم من الحكومة، والتى نصت على تخصيص نصف مبلغ كفالة الإفراج عن المتهم لصندوق الرعاية الصحية والاجتماعية للقضاة.

هذا قضاء شامخ، لا يرتضى الدنية فى عدالته، ولا يدخلها مدخلاً ضيقاً ولا يقبل على قضاته ما يمس نزاهتهم أو يشكك فى عدالتهم، رفض هدية البرلمان ملفوفة فى تشريع يمس منصته العالية، وموقعه الرفيع حَكَماً بين المتقاضين.

نصاً من الخطاب الذى سيحفظه التاريخ طويلاً: «يُثمن نادى القضاة المساعى الحميدة والمخلصة للجنة التشريعية بمجلس النواب فى شأن دعم الصندوق حفاظاً على حقوق القضاة المالية، إلا أنه يؤكد- فى ذات الوقت ورغم حاجة الصندوق الماسة لدعم موارده- رفضه التام لنص تلك المادة بصياغتها الحالية لما يثيره من شبهة مخالفة قواعد الحيدة والعدالة فى نفوس العامة».

ما هذا الألق الذى ينبثق من سطور الخطاب، خطاب يزين صدر القضاء العظيم، ورغم الحاجة الماسة إلى دعم موارد صندوق القضاة لكن هذا ليس هو السبيل الأمثل، ليس هذا هو الطريق القويم، لما يثيره مشروع القانون من شبهة مخالفة لقواعد الحيدة والعدالة فى نفوس العامة، إنهم أناس يتطهرون، طوبى للمتعففين.

سبق أن رفضت بقلمى مشروع قانون مماثلاً كان يفرض رسماً بعشرة جنيهات على المتقاضين يؤول إلى الصندوق، وناشدت القضاة رفضه، واستقبحت طرحه، وخشيت من شبهة مخالفة قواعد الحيدة والعدالة فى نفوس العامة، وقلت مستكرهاً: ليس هكذا يُملأ صندوق رعاية القضاة، وصرخت فى وجه الحكومة بأن تكفى القضاة حاجاتهم دون تشريعات بقوانين مشتبهة، وقلت تجنبوا الشبهات. يومها ضلت الرسالة طريقها وجرى تأويلها على غير ما قصدت حتى سخّر الله عقولاً تفهمت ما سطرت جيدا وكفتنى تهمة إهانة القضاء، وهى كبيرة لو تعلمون فى حق مَن نجلّهم ونحترمهم ونستأمنهم على حقوقنا بعدالتهم وضمائرهم.

واليوم يأتى هذا الرفض ليؤكد أن قضاء مصر نموذج ومثال للرفعة، والسمو، والرقى، ويستأهل القضاة ويستحقون كفايتهم من الحكومة، ولا تتأخر عليهم، لأنهم يحكمون بين الناس بالعدل، رفضهم متعفف متحسب، رفض موزون بالحرف، نصاً: «وأهاب النادى بأعضاء اللجنة التشريعية تدارك صدور مثل هذا النص، الذى يضع بصياغته الحالية القضاء المصرى الشامخ فى مواطن الشبهات، آملين أن تحفظوا للقضاة حقوقهم المالية المشروعة الثابتة بما لا ينال من هيبة القضاء وكرامته».

كالراعى يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه، ليت نوابنا المحترمين فى مجلسهم الموقر يكفون عن إيراد مثل هذه التشريعات التى لا تخدم العدالة، ولا ترقى إلى سمو المنصة العالية، ولا تتحسب، إنهم أناس يتعففون، وإذا ما قُدر تشريعاً فيستوجب العودة إلى المجلس الأعلى للقضاة كقامة رفيعة وإلى نادى القضاة كجمعية عمومية، منعاً للحرج والإحراج والرفض المهذب.. بُورِكتم قضاةً شامخين.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عندما يتجلى القضاء شامخاً عندما يتجلى القضاء شامخاً



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon