بقلم - حمدي رزق
حمدالله على السلامة، الصخب السياسى المصاحب للانتخابات الرئاسية حجب خبر عودة المهندس شريف إسماعيل إلى مكتبه مستكملاً دوره على رأس الجهاز التنفيذى فى البلاد، وأرجو مخلصاً أن يكون المهندس «شريف» استعاد كامل لياقته، فالمهام جسام، ولا يقدر على تبعات هذا المنصب إلا من كان مهيأ ليصل الليل بالنهار فى عمل شاق لا يتمتع برفاهية الراحة بعد عناء.
ربنا سلّم، الجراحة التى مر بها المهندس شريف إسماعيل استلزمت وقتاً مستقطعاً، ويقيناً صحة المهندس شريف بعد العملية ليست مثل قبل اعتلال البدن، وأخشى أن تجرفه المسؤولية، وينسى مجبراً التوازن المطلوب بين أداء الواجب وصحته، فإذا ما استشعر أنه غير قادر فلا بأس، الراحة حق مستحق.
كان متوقعاً اعتذار المهندس شريف عن عدم تولى رئاسة الوزراء، وكانت لحظة التغيير الوزارى الأخير سانحة، وأعلم أنه ما عاد إلى منصبه إلا للشديد القوى، الحكومة لن تسير طويلا بقائم بالأعمال، هناك قرارات لا يقوى عليها إلا رئيس وزراء بكامل الصلاحيات، مع التقدير الكامل لجهد المهندس مصطفى مدبولى فى فترة انقطاع المهندس شريف، أدى واجبه وزيادة.
أثمّن كلمات المهندس إبراهيم محلب، مساعد الرئيس، فى حق المهندس شريف، قال بعد لقاء طيب يجسد ما بين الرجلين من احترام: «أتمنى الخير لرئيس الوزراء، فهو رجل تحمل الكثير، وكنت أدعى له كثيرا أثناء رحلته العلاجية».
«محلب» عبّر عن جموع المحبين، من قلوبنا دعونا للرجل فى وعكته، الله هو الشافى المعافى، وعاد بفضل الله سالماً معافى إلى أرض الوطن، لعل ما وصل المهندس شريف من دعوات المصريين كان زاداً وزواداً له فى رحلته العلاجية، حف المصريون سريره بباقات الدعاء.
أعلم جيداً ثقة القيادة السياسية فى كفاءة المهندس شريف، أثبت قدرة وصلابة وجرأة فى اتخاذ أصعب القرارات مدعوماً بإرادة سياسية كاملة، ومعلوم ثقة الرئيس فى أن يستكمل المهندس شريف إسماعيل برنامج الحكومة الاقتصادى فى مراحله الأصعب، خاصة أنه يحوز ثقة المؤسسات الاقتصادية العالمية، ومؤشرات الاقتصاد المصرى فى التصنيفات العالمية جيدة وفى تحسن وباضطراد ملحوظ.
قال بلى ولكن ليطمئن قلبى، أخشى أن المهندس شريف عاد تلبية للواجب، وهذه مكرمة، ولكن منصب رئيس الوزراء لا تحتمله جبال، تبعاته مهلكة للصحة، وأعباؤه منهكة للأعصاب، ومسؤولياته جسام، هل يتحمل قلب رئيس الوزراء العليل الضغط العالى فى فترة صعبة من تاريخ البلاد؟.
لا أفتى فيما لا أعلم، ورئيس الوزراء عين على نفسه، وهو الوحيد الذى يستطيع الحكم على قدراته الصحية، فإذا ما عاد فيجب مساندته على قطع الطريق الشاق، ما يستلزم شغلاً حقيقياً من وزراء الحكومة تخفيفاً عن رئيس الوزراء، والنظر مجدداً فى تعيين نائب أو أكثر لرئيس الوزراء، نائب على رأس ملف ينتهى فى الأخير إلى خلاصات تترجم فى قرارات يوقعها رئيس الوزراء.
يتبقى العمل الميدانى، وأعرف أن رئيس الوزراء يفضل العمل المكتبى إنجازاً، ولكن الالتحام بالطبقات الشعبية يتطلب نشاطاً أكثر من الوزراء فى الشارع، فى التواصل، فى سد الفراغ، ليس مطلوباً من رئيس الوزراء البقاء فى الشارع لساعات، ولكن مطلوبا تحريك الدولاب الحكومى من مكاتبه نزولاً إلى الشارع، يجب ألا يشعر الشارع بالفراغ، خشية أن تحتله الشائعات
نقلا عن المصري اليوم القاهرية