بقلم - حمدي رزق
شتان بين وبين، بين أهل قرية «ريفا» مركز أسيوط يشيعون البطل الشهيد مجند «وليد جمال محمد حسين طه»، الذى استُشهد فى هجوم إرهابى فى سيناء، مرددين: «لا إله إلا الله.. الشهيد حبيب الله»، أنتم السابقون ونحن اللاحقون شهداء فى حب الوطن، وبين مَن يتنادون فى المرابع السياسية ينهشون فى جثة الوطن، عقورين، حتى إنهم لا يترحمون على الشهداء أو يقفون دقيقة حداداً على شهدائنا الأبرار، الذين يجودون بالنفس حباً فى أغلى اسم فى الوجود.
الطيبون فى قرية «ريفا» يحتسبون «وليد» فداء للوطن، ومثلهم فى الريف الطاهر من كل زيف السياسة وأطماعها، لا تُلهيهم تجارة أو بيع عن الواجب الوطنى، يدفعون ضريبة الدم وهم راضون حامدون شاكرون، يحملون شهيدهم فوق الأكتاف افتخاراً، ويباهون بشهيدهم بين العالمين، ونسوتهم يودعنه بالزغاريد. من «ريفا» ارتقى شهيد عريساً إلى السماء.
العقورون ينبحون على الوطن، أقسموا ليَصْرِمُنَّها مُصبِحين ولا يستثنون، ويمارون فى حق الشهداء، وإذا ما أصابت الوطن مصيبة رجعوا إلى أهليهم مسرورين، وإذا شاء ربك فأفاء على الوطن بنعمته، كانوا للمصريين من الحاسدين، يتمنونه صعيداً زلقا، ما هذه النفوس الخربة، من أين لهم كل هذا الغل، من أين لهم كل هذا الحقد؟!.. بئس ما يفعلون.
يتلهون بإحصاء غنائم السياسة، وما أصابوا منها وما حُرموا، وينعتون بما فى أنفسهم من غل لمَن تصدى للإرهاب وخلع مرشد الإرهاب وأسقط جماعة الإرهاب، ويتآمرون فى الأقبية المسحورة، لا خلاق لهم ولا عهد، إخوان كاذبون.
ومَن وضعوا أيديهم فى أيدى الخائن، رئيس الإخوان، فى «فيرمونت»، حقَّ عليهم الصمت، فإن خرجوا مجدداً فى ثياب الواعظين فلا تنسوا أن الإخوان ثعالب عقورة، كادت تضيّع وطناً حافظ عليه أهل مصر الطيبون، فلتتعلموا الدرس، درس خيانات الإخوان، الإخوان مالهمش أمان.. كيف تعجنون على خميرة الإخوان خبزاً تطعمون منه أبناءكم؟!.
ولا يتعظون ويودون لو عادت بهم أيام فيرمونت، نفر منهم كانوا يختانون أنفسهم فى المضاجع الإخوانية ويحجون إلى مكتب الإرشاد خفية، وجبنوا عن قيادة شعبهم يوم الخروج الكبير إلى الاتحادية، فلما هبّ الشعب فى ثورته العظيمة يوم 30 يونيو لاسترداد الوطن من براثن الاحتلال الإخوانى برزوا باعتبارهم ثوارا أحرارا، وهم مَن رفضوا فتح مكاتب أحزابهم لحركة «تمرد»، ورفضوا التوقيع على استماراتها، والشهود أحياء، وللأسف فى وسطهم يهتفون لعودة الإخوان من جديد.
جنازة الشهيد العظيم «وليد»، ابن قرية «ريفا»، تفضح زيفهم، تُعرِّى أطماعهم، تمحق بياناتهم، تشير إليهم بأصابع الاتهام مصوبة إلى أعينهم، أنا الشهيد، فمَن أنتم؟.. أنا المضحى، فمتى ضحيتم؟.. أنا مَن أعطى ولم يطلب ثمناً، وأنتم تبيعونها لتشربوا بثمنها لبناً قبل النوم فى سرير العدو!.
عودوا إلى الآيات ستجدون أوصافهم ذكراً فى الكتاب العظيم، أحياء عند ربهم يُرزقون، الشهداء فى شغل عنكم وما تكيدون، وليد وكيرلس وخالد وإسماعيل، جميعهم أولاد وأخوات وأبناء عبدالودود «اللى رابض على الحدود»، لولا هؤلاء، خير أجناد الأرض، لما قامت قيامتكم.
نقلا عن المصري اليوم القاهرية