بقلم : حمدي رزق
متشوق جدا لمطالعة تقرير الوفد الأمريكى لمراقبة الانتخابات الرئاسية، يسمونه صحفيا الوفد الراقص، رقص فى المنوفية بالعصى على أغنية قالوا إيه علينا.. وقالوا إيه، كما أنه ضرب أنفاسا ساخنة من معسل قص البرج بعد أكلة فطير مشلتت بالعسل الأبيض والجبنة القديمة، الوفد عمل دماغ عالية قوى، ربنا يعلى مراتبك يا خواجة.
تسلم إيدين الست اللى عملت الفطير، لهلوبة، الفطير المنوفى لا يقاوم، ريحته تهب من ع الزراعية، ويغنون للحبيب فى لهفة الفطير، ع الزراعية يا رب أقابل حبيبى، لم تصمد قوى القهر والاستعلاء أمام العسل الأبيض وارد مزارع برسيم قويسنا، سقطوا جميعا فى بحر من العسل الأبيض بشمعه، أول مرة يرون شمع العسل، وقفوا طويلا أمام شمع العسل ثم لاكوه على ألسنتهم فأعجبهم الشمع فلحسوا العسل لحسا.
لم يحتمل الوفد رائحة جبنة البلاص، حسبوها أول وهلة من الأسلحة البيولوجية المحرمة دوليا، واستولى عليهم فزع رهيب وكادوا يحررون تقريرا أسود مهبب عن امتلاك مصر أسلحة بيولوجية مدفونة فى آنية فخارية اسمها الكودى «بلاص»، والغريب أن الأسلحة البيولوجية متاحة ويمتلكها الشعب من وراء الحكومة، وعادة ما يحتفظون بها فوق السطوح، ومكتوب عليها «كل ما تقدم تحلو.. وتاكل الجو».
ناهيك عن الرقص، وهذا من توابع لف الدماغ بمعسل قص البرج، وهو نوع من القوى المعسلة التى تصدرها مصر إلى العالم وتدخن بواسطة آلة مصنوعة يدويا، معروفة أمريكيا فى مطاعم فرجينيا بالسيسة بالسين بدلا من الشين، وتعرف قاهريا بالشيشة، ومنوفيا بالجوزة، وصعيديا بالسنس، إمعانا فى التمويه.
أثبت الوفد الأمريكى جاهزية هائلة فى المراقبة الانتخابية، تحديدا فى شد الأنفاس، خمسوا تخميسا فريدا مع سعال شديد، معسل قص البرج كما هو مدون فى الروشتة يهيج الرئة لأنه يصيب الحويصلات الهوائية بالاشتعال الذاتى، لا يحتمله سوى عبدالجبار، نفس عميق من حجر قص البرج يدير الرؤوس، تحس بأنك تطفو فوق الماء مع ميل غريزى للرقص على الأغانى الوطنية، حتى ولو كنت أمريكيا ستهز طولك بحركة التفافية رأسية مع دوران أفقى تشبه راقص التنورة فى التوهة الحلزونية.
لمحت بين صفوف الوفد الراقص أسماء مدربة تدريبا استخباراتيا عميقا على مراقبة الانتخابات فى الأدغال، منهم Dr. Sasha Toperich، المدير التنفيذى لمركز SAIS الفكرى الطابع، وMr. Andy Braner مراقب من الكونجرس الأمريكى، أسماء واعرة، وشخصيات لها ثقل ووزن، ذات خبرات عميقة، ومحترفة تحرير تقارير تخاطب مراكز العقل والفكر الأمريكى، يسمونها خلية تفكير (بالإنجليزية: Think tank) أو بيت الخبرة، هى منظمات قومية وغير ربحية تهدف لتقديم المشورة لمن يطلبها، أعتقد أن الطلب عليهم سيكون عاليا، خاصة أن هناك تحسبا من مراكز صناعة القرار الأمريكى لتقارير الوفد، وتأثيرات الفطير المشلتت والعسل الأبيض والجبنة القديمة ومعسل قص البرج على مستويات التصويت فى المحافظات الريفية، وهل مثل هذه الفطائر المشبعة بالسمن البلدى تؤثر على معدلات الإقبال؟
الراجح ظنا أن رقص المصريين أمام اللجان استلفت جماعات الـThink tanks وما ذهب هذا الوفد إلى المنوفية إلا لاكتشاف المعنى الكامن فى الرقصة الانتخابية، الكونجرس الأمريكى أمام ظاهرة خطيرة، التصويت رقصا، هذا مؤشر غريب ومتكرر، يوم إسقاط مرسى وجماعته رقصوا رقصة جماعية هزت الكون، وأمس وأمس الأول سجلوا أطول رقصة تاريخيا، شعب يرقص 72 ساعة متواصلة، الأمريكان حائرون يفكرون يتساءلون فى جنون: لماذا هم يرقصون؟ وفد الكونجرس اقترب من قلب المفاعل.. شد أنفاسا فرقص طويلا، فيه حاجة فى البلاص تجعل البنى آدم يرقص طربا، وأحلى سلام وتسلم إيدين الست اللى عملت الفطير.. ورقصنى على قالوا إيه علينا.
نقلاً عن المصري اليوم