توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رسالة من ابن فواعلى..

  مصر اليوم -

رسالة من ابن فواعلى

بقلم : حمدي رزق

 ما تعودت إنكاراً ولا استكباراً ولا تجملاً، ولا أخفى عليكم سراً، لو كان والدى حياً (الله يرحمه ويبشبش الطوبة اللى تحت راسه) لكنت أول من اشترى شهادة «أمان» باسمه، والسبب أن والدى كان من عمال اليومية، بالمعنى الشعبى «فواعلى»، يخرج صباحاً مع أذان الفجر ويعود مع أذان المغرب، يغدو خماصاً كالطير ويعود (أحياناً) يحمل جنيهات يقمن صلبه ويسترنا.

يوم بيوم عشنا أياماً صعيبة، وكنت واجفاً مما تدخره لأسرتنا الصغيرة الأيام، كان منهكاً ولم أره إلا متعباً، وكان يبتسم فى وجه الزمن الصعب، ويرمى حموله على الله، كنت أخشى يوماً يسقط من فوق سقالة منصوبة فى الهواء، لا يحفظهم سوى عناية الله سبحانه وتعالى، وكم قص علينا من قصص سقوط نفر من الرجال من فوق سابع دور، كنت أختبئ فى نفسى خشية مثل هذا اليوم الذى تفقد العائلة وليها وراعيها ومصدر رزقها، كنت أخشى من الخشية موقناً بأن من خلقنا لن ينسانا أبداً، يرزق النملة السوداء فى الليلة الظلماء، وكلٌّ برزقه.

كنت أحياناً أذهب أتلصص على سوق الرجالة، كنت أبحث عن وجهه الطيب متطلعاً لرزق يجود به الرزاق الكريم، فإذا ظفر بعمل طفق مهرولاً مسروراً، وإذا استيأس عاد إلى أهله خائباً محسوراً، يتجرع الألم، خلاصته حياة شقاء فى شقاء وما بعد الشقاء خواء، لم يبلل ريقه الجاف سوى فرحته بنجاح أولاده.

من فكر فى إصدار هذه الشهادة المعتبرة (أمان) وأشار بها على الرئيس لتأمين عائلات الفواعلية وعمال اليومية والفلاحين فى الحقول والعمال فى المصانع والباعة فى المتاجر والمعيلات فى المنازل، يستأهل قبلة على الجبين، وحماس الرئيس مشكور، ويستأهل كل التحية أن أصر على إصدارها فوراً وتأمين الملاءة المالية والغطاء التأمينى المطلوب خلال 15 يوماً من خلال استقطاعات طوعية من استحقاقات الشركات العاملة مع الجيش والحكومة.

الفكرة الطيبة كالكلمة الطيبة، لن أنتظر فتوى من مفتى الديار المصرية العلامة الدكتور شوقى علام، لأقرر اجتهاداً وعن يقين أن شهادة «أمان» تدخل فى أبواب الزكاة، وتخرج من أجلها الزكاة، وزكاة المال لو وجهت إلى شراء شهادات أمان لغير القادرين لكانت خيراً وأعظم نفعاً، وإذا أقبل الميسورون على تأمين شهادة لذوى القربى ممن لا يحوزون عملاً ولا راتباً ولا يضمنون معاشاً لأولادهم بعد الوفاة لفازوا بالثواب العظيم، الأقربون أولى بالمعروف.

فضيلة المفتى، فلنضعها نصب أعيننا ونحن نقبل على شهر رمضان الكريم، موسم الزكوات والبركات والطيبات، ولتوصِ كل مقتدر بها، يبادر بشراء شهادة لمن لا تأمين لهم، وفى ذلك فليتنافس المتنافسون، هذه الشهادة تستر الغلابة والمحتاجين، تغطى عوز ما بعد العائل الوحيد، وحصن أمان للملايين من الذين سقطوا من قعر القفة المجتمعية لأسباب يطول شرحها.

خلاصته هذا رئيس يستحق التحية من ابن فواعلى ذاق الأمرين وخشى من مغبة فقد الأب صغيراً، يرحمه الله كان سيفرح كثيراً بهذه الشهادة التى تؤمن مستقبل أولاده من بعده، مشكور صاحب الالتفاتة الرئاسية إلى هذا الجيش الجرار من عمال اليومية «الفواعلية» فى المزارع والمشروعات والطرق والمصارف، من يتهددهم خطر الموت المحقق، من يعيشون على الكفاف، ملح الأرض الذين يترجون الله فى حق النشوق، وعايشين على فيض الكريم، وباطهم والسماء.. شهادة هى ستر وغطاء، بارك الله فيمن أشار ومن تحمس ومن سعى سعياً طيباً.

 نقلًا عن المصري اليوم القاهرية

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسالة من ابن فواعلى رسالة من ابن فواعلى



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon