بقلم - حمدي رزق
يحزننى ويحزّ فى نفسى أن يفكر صديقى اللدود التنويرى الرائع خالد منتصر فى اعتزال الكتابة تحت وطأة بلاغ فضائى أحاله متهماً أمام النيابة، فى محاولة لإسكاته وإسكات أصوات نادرة لاتزال قابضة على جمر التنوير، تحترق لتنير الطريق أمام شباب هذا الوطن، وتلهمهم قيم الحق والعدل والخير، وقبلها الحرية فى التفكير وفضيلة إعمال العقل والتدبر فى زمن انسحاق الفكرة تحت سطوة المنقول عنوة من الكتب الصفراء.
أقول قولى هذا فى مواجهة بلاغ ممن يفترض فيهم عقل وفهم واستيعاب لمقتضيات الجدل التنويرى الذى يحض على الرفض العقلى لما يسوقه الجائلون على الفضائيات بضاعة الفتنة الطائفية، والمتبضعون بازدراء المسيحية التى تلقى كل تكريم فى الكتاب الكريم، هؤلاء الذين يستسهلون الطريق إلى النائب العام، فطفقوا يعدون الأنفاس تتردد فى صدور المفكرين.
كتمة الأصوات التنويرية كصيغة لإطلاق ألسنة المؤلفة قلوبهم دون معقب محذر ناقد لما يأفكون، فاضح لما يكذبون على الله ورسوله الكريم وكتابه المنزل، ولكنهم اصطنعوه على أعينهم وشيروه بضاعة رخيصة على شاشات مصبوغة بألوان زائفة تتقول بقال الله وقال الرسول الكريم باجتراء وافتراء. إنهم يقولون على الله كذبا ويفترون. أستغفر الله العظيم.
مثل خالد منتصر كعامل عليها، على الفكرة، على المعنى الكامن، مستبطناً قيمة إعمال العقل فى النقل بحثاً عن المعنى الكامن فى خلفية اللفظ ويدركه العقل بلا عناء، ولكنهم يزدرون العقل ويخشون فضيلة التفكير، لأن التفكير كفضيلة إسلامية لا يفقهها إسلامياً إلا من كان ذا قلب سليم.
إذا اعتزلنا «منتصر» خسرنا مقاتلا جسورا لا يخشى فى الحق الذى يعتقده لومة لائم، وإذا تركناه وحده ظلمناه مرتين.. مرة بالتخلى وأخرى بالانكفاء على الذات، وظلمنا أنفسنا.. أخشى أكلنا يوم أُكل الثور الأبيض.
نقلا عن المصري اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع