توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سبعون مليارا بغير حساب!

  مصر اليوم -

سبعون مليارا بغير حساب

بقلم - حمدي رزق

لو جمعت زكاة المال في بيت واحد، بنك واحد، تحت إشراف جمع من الثقاة، يديرون بيت الزكاة بأساليب عصرية لإعمار مصر لما بقي فيها فقير واحد، تقديرات غير محققة تقول ان زكاة المال المتوقعة سنويا تربو علي سبعين مليار جنيه، رقم ضخم في بلد تترجي حكومته ديمومة دفعات قرض الصندوق، وتنتظر المعونات الغربية والهبات العربية علي احر من الجمر، وتتقوت بالدين الداخلي حتي بلغ أرقاما فاقت خيال المحللين الاقتصاديين ويخشون منها سلبا علي مقدرات اقتصاد دولة ترعي 104 ملايين مواطن داخل وخارج المحروسة بعناية الله.

سبعون مليارا بغير حساب جامع شامل، موزعة كيفما اتفق، علي طريقة »الحسنة المخفية»‬ علي جمعيات، ومصارف، وشخوص، لكل نصيب، وكل يتلقي لينفق حسب مايعتقد انه مصارف شرعية، دون ان يصب في النهر العام، دون خطة ممنهجة، دون اطلالة مجتمعية حقيقية علي احتياجات الفقراء في بلادي، كل في واد، كل في طريق، دون ان تلتقي الطرق في منتصف طريق التنمية المستدامة.

اعط الفقير ما يصيد به طعامه، لاتلق له بسمكة في عرض الطريق، حرب الفقر علما ومنهجا وبرامج واقتصادا مؤسسا علي نظريات مجربة، ليست معونات شتاء او بنوكا للطعام في كراتين، او تبرعا برسالة لمؤسسة خيرية، بنك الزكاة فكرة، بيت الزكاة فكرة، بنك او بيت تتوجه اليه الزكوات، وفق منظومة مؤسسية، وفق اليات مصرفية، وفق خطط استثمارية، بنك الفقراء ليس بدعة، وان كانت التسمية جارحة لعفاف المصريين، فليسم بنك الزكاة او بيت المال.

اقول قولي هذا متعجبا من سبعين مليار جنيه سنويا تذهب سدي كماء النيل قبل انشاء السد العالي، هذا الفيض الكريم الطيب يستوجب سدا يحجزه اولا عن التسرب، والضياع في فياف متسعة، فلا ينتج اثرا، ولا ينبت زرعا، ما يمكث في الارض.

سبعين مليارا سنويا رقم يقيم اود بنك يقرض الفقراء لاقامة مشروعات صغيرة، قرضا حسن، لوجه الله تعالي، خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم، خذ من أموالهم صدقة ترسم لهم مستقبلا، تحيي الموتي في مدن الموت، سكان القبور، تستر الاسر، تحيل المجتمع المتواكل إلي مجتمع منتج، يأكلون مما تنتج ايديهم بدلا من مد الايدي في عرض الطرق تصورها الكاميرات لتسوقهاعلي الفضائيات في مشهد بائس، يرسم صورة قاتمة لمجتمع يتعيش علي التسول وضربات الحظ، وماكنا ولن نكون بمثل هذا الذي يتري علي الشاشات وتتعرق منه الوجوه خجلا.

زكاة المال لإغناء الفقراء ذل السؤال، لإعمار الارض، لو تأسس هذا البنك ويقينا سيلقي معارضة من العاملين عليها، الذين بنوا قصورا من حرام، وامتطوا العربات الفارهة من سحت، ورسموا انفسهم نجوما للعمل الخيري، هؤلاء يعارضون بالفتيا المزعومة وبأقوال عمائم ما انزل الله بها من سلطان، معلوم المصارف الشرعية تتغير بتغير الزمان والمكان والحاجات، انتهي زمن العبيد فاختفي مصرف »‬ في الرقاب» .

ولوجه الله تعالي اطالب الحكومة بالمضي قدما في تأسيس »‬بنك الزكاة» بعيدا تماما عن ادواتها المالية وبنوكها العاملة، بنك مستقل تماما، وباشراف مستقل من ثقاة محترفين مؤتمنين علي زكاة المصريين وبأهداف واضحة، وخطط معلنة لإقالة الفقراء من عثرتهم، وتدوير الزكوات فيما ينفع الناس ويمكث في الأرض.

نقلا عن الاخبار القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سبعون مليارا بغير حساب سبعون مليارا بغير حساب



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon