بقلم-نيوتن
العاصمة الإدارية الجديدة يجب أن نجعل منها أعظم هدية جاءت للقاهرة. ستحررها من الكثير مما يثقل كاهلها ويجثم على صدرها. من المعروف أن الكثير من المصالح والإدارات التابعة للوزارات سينتقل إلى تلك العاصمة. بعض المصالح والإدارات الحكومية والمدارس وأقسام الشرطة تشغل مبانى أثرية منها قصور. هى مبانٍ أخذتها الدولة واستوطنت فيها بجزء من جهازها الإدارى. بعد الانتقال إلى العاصمة الجديدة. سيخلو الكثير من هذه المبانى.
الأولوية لاستخدامها يجب أن تكون للسياحة. من هى الجهة التى سنوكل إليها توظيف هذه المبانى الخالية بالشكل الأمثل. بما يحقق أقصى قدر من الفائدة للجميع؟.
هنا علينا أن نستحضر فكرة إنشاء البنك الأهلى المصرى. أنشئ أساسًا ليكون بمثابة آلية للتصرف فى الدائرة السنية. كانت مكونة من 640 ألف فدان موزعة على كل المحافظات. لهذا الغرض أنشئ البنك الأهلى. قام بهذا مجموعة من المساهمين.. سوارس المستثمر اليهودى الشهير مع عدد من الأجانب- الإنجليز.
القصة نستطيع أن نستلهم منها فكرة التصرف فى هذه المبانى الأثرية والتاريخية. يجب أن تكون هناك جهة تتولى إدارة هذه المبانى جميعًا لتوظيفها سياحيًا. كما قام القطاع الخاص بإنشاء شركة الإسماعيلية. وقاموا بتطوير منطقة القاهرة الخديوية- وسط البلد.
جهة متخصصة فى إدارة الأماكن الأثرية والقصور التى صارت فى حوزة الدولة فى وقت من الأوقات. بعضها من الممكن أن تقام حوله فنادق. أو تجهيز برنامج حفلات داخل تلك القصور تكون جاذبة للجمهور إذا كنا نريد أن نشهد نهضة فى السياحة. أتذكر مثلا الفنان صلاح عنانى حين تولى قصر الغورى. كان يقيم العديد من الحفلات والمهرجانات فى هذا القصر التاريخى والأثرى. لنكرر هذا الأمر مع مراعاة التخصص. قد نرى قصورًا للموسيقى العربية. أخرى للفنون الشعبية. غيرها للفنون التشكيلية. وهكذا. كل هذا وفقًا لخطة محكمة تستعيد بها مصر تدريجيًا قوتها الناعمة.
الجهة المناسبة لهذا العمل ليست إلا الصندوق السيادى. قد يمتد ليقوم بشراء المبانى الأثرية ذات القيمة التى فى حوزة القطاع الخاص أيضًا بأثمان مرضية. قد يسترسل فيقيم ساحات للمدارس الخاصة الموجودة داخل الأحياء السكنية فى فيلات أو ما شابه. سيعطيهم أماكن تتوفر فيها الملاعب وصالات التدريب والمعامل. لنمتد بأحلامنا فيقيم مبانى إدارية تنتقل فيها المكاتب والشركات والعيادات التى تمارس نشاطها فى المبانى السكنية.
فى النهاية. سنحصل على هدية لا نحلم بها. هى عودة القاهرة لتصبح أجمل العواصم مرة أخرى.
نقلا عن المصري اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع