توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«عهد» التحدى الفلسطينى

  مصر اليوم -

«عهد» التحدى الفلسطينى

بقلم - طلعت إسماعيل

«على أرض فلسطين ما يستحق الحياة»، طالما أنبتت الأرض الفلسطينية المقاومين من أمثالك، فقد أثبتِ يا عهد أن البذرة الصالحة يأتى ثمرها ولو بعد حين.. ففى أسوأ لحظات الضعف والانكسار، خرجتِ من بين الصفوف، لتصفعى سارقى أحلامك بالغد الأفضل والحرية، لم تهابى جنود المحتل المدججين بأسلحة غشوم، ولم تتعللى بنقص فى القدرة والإمكانيات، فقط فعلتِ ما استطعتِ بقبضة يد، وكف صغير، ما أراق ماء وجه المحتلين فعادوا بليل لاعتقالك.

ثمانية أشهر يا ابنة التميمى، قضيتها خلف قضبان السجون الإسرائيلية، قبل أن تخرجى لتعانقى الحرية، وأنت أكثر إصرارا وعزما على مواصلة النضال الذى بات يخشاه بعض الرجال، ولأن «المقاومة مستمرة حتى إنهاء الاحتلال»، كما قلتِ فور وصولك إلى قريتك الصغيرة فى الضفة الأسيرة، وبمجرد معانقتك لأهلك، فليس هناك خوف على فلسطين وإن تعددت الصفقات، و«طالت القرون»، فالنصر بأمثالك قادم لا محالة، وإن كره المستسلمون.

قبل ثمانية أشهر، لحظة سلب المحتل الإسرائيلى حريتك، فى سعى خائب لكسر إرادتك، قلنا إن «عهد على العهد» ستكون دوما، فزيارتك لقبر الراحل العظيم ياسر عرفات «أبو عمار»، كانت ترجمة عملية، ودعوة صريحة، لما يجب أن يكون عليه الفلسطينيون، فالاتحاد، ورص الصفوف فى وجه ما يحاك لكل فلسطين، أرضا وشعبا، من دسائس ومؤامرات، يستدعى تعلم الدرس من هذه الصبية الصهباء أيقونة النضال الفلسطينى، ونبذ كل خلاف.

طبعا عهد التميمى لم تكن فى نزهة، وكما قالت فى المؤتمر الصحفى الذى عقدته فى قرية النبى صالح، مسقط رأسها فى الضفة الغربية المحتلة، وهى تتنفس هواء الحرية، إنها كانت تشعر بقلق كبير فى السجن من احتمال خسارة شهادة الثانوية العامة، المعروفة فى فلسطين بـ«التوجيهية»، لكنها «على العكس أكملت التوجيهى مع الأسيرات وقررنا أن نسمى الصف الذى ندرس فيه بـ«فجر التحدى»، لأننا استطعنا أن نتحدى إدارة السجن التى حاولت أكثر من مرة أن تغلق الصف وتعلن حالة الطوارئ وتعيدنا إلى الزنازين».

وتابعت عهد: «حاولت إدارة السجن بكل الطرق أن تمنعنا من التعليم لكن قدرنا أن نتحداهم ونواصل التعليم»، ولم يقف الأمر عند الثانوية العامة، حسب ما نقلته «سكاى نيوز عربية»، بل «استطاعت الأسيرات، أن يعقدن دورات فى مجال القانون الدولى والقانون الدولى الإنسانى حتى يتعلمن المزيد».

عهد التميمى ابنة السبع عشرة ربيعا تعلم بأن السجن مذلة وصعوبات، ولكن استطاعت ورفيقاتها الأسيرات «تحويل الصعوبة إلى مدرسة»، «فشكلت نموذجا للنضال الفلسطينى لنيل الحرية والاستقلال، كما قال الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن» الذى استقبلها بمقر السلطة فى رام الله، وسط تأكيدها على أن «القدس ستبقى عاصمة فلسطين الأبدية» ودعوتها إلى «ضرورة ملاحقة إسرائيل على جرائم الحرب التى ارتكبتها فى حق الفلسطينيين».

حضورها الطاغى، فى المؤتمر الصحفى، وكلماتها الممتنة لمن ساندوها، ولفتها الأنظار لقضية الأسيرات القاصرات فى السجون الإسرائيلية، يبرهن أن الأشهر الثمانية خلف القضبان، وعلى الرغم من المعاناة، كانت كفيلة بإنضاج وعيها أكثر وأكثر، ما يلقى العبء على المحيطين بها، للحفاظ على هذه القيادة الوليدة التى تخطو بثبات نحو المستقبل. 

هذه الكاريزما التى تتشكل أمام العيون، على كل فلسطينى أن يسهم بدور فى تعبيد طريقها نحو الصعود، وألا يجرها البعض إلى حوارى الخلافات، أو أزقة التحزب البغيض، فنفقد وجها مشرعا على الأمل، إذا كنا نريد للمقاومة استعادة وهجها المفقود، على درب طويل لاسترداد الحق السليب الذى يتهرب كثيرون فى الوقت الراهن من دفع ضريبته.

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

نقلا عن الشروق

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«عهد» التحدى الفلسطينى «عهد» التحدى الفلسطينى



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon