توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لاءات إيهود باراك ومستقبل إسرائيل

  مصر اليوم -

لاءات إيهود باراك ومستقبل إسرائيل

بقلم - محمد السعيد إدريس

لم يصدر تعليق واحد من جانب أى فرد من أعضاء الطبقة السياسية الحاكمة فى الكيان الصهيونى رداً على مقطع الفيديو الذى بثته قناة «حداشوت نيوز» الإسرائيلية تضمن تصريحات لـ «نيكى هايلي» رئيسة الوفد الأمريكى بالأمم المتحدة خلال حفل أقامته البعثة الإسرائيلية فى المنظمة الدولية الخميس (6/12/2018) ابتهاجاً بما اعتبره الإسرائيليون والأمريكيون انتصاراً تاريخياً لصالح الكيان الإسرائيلى بالحصول على تأييد 87 دولة من أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة لمشروع قانون يدين «حركة المقاومة الإسلامية» (حماس) بسبب إطلاقها صواريخ على دولة الاحتلال. فى هذه المقابلة قالت هايلي: «اتصل بى الرئيس وسألني: (نيكى ما الذى حدث؟!!)». وأكملت، بعد أن شرحت له ما حدث داخل الجمعية العامة وكيف أسقطت الجمعية العامة المشروع الأمريكى رغم حصوله على تأييد 87 دولة، وكيف فلتت حركة «حماس» من هذه الإدانة الدولية، وقالت إن الرئيس قال لها: «ممن يجب أن ننزعج؟.. على من تريديننى أن أصرخ؟.. ومن هم الذين سنأخذ أموالهم؟ّ!». كلام قبيح وفاضح لكنه مر دون أى تعليق إسرائيلي. المؤكد أن معظم هذه الطبقة السياسية الحاكمة فى إسرائيل من مدنيين وعسكريين استمعت إلى أقوال الرئيس الأمريكى التى يؤكد فيها ما سبق أن أفصح عنه من أن السبب الأساسى للوجود العسكرى الأمريكى فى الشرق الأوسط هو «حماية الوجود الإسرائيلي»، وأن سبب دفاعه (ترامب) عن ولى العهد السعودى محمد بن سلمان فى قضية اغتيال الصحفى السعودى جمال خاشقجى هو «حرصه على مصالح إسرائيل». عندما كشف الرئيس الأمريكى عن حقيقة «الحماية الأمريكية» لإسرائيل، التى تفضح عجز دولة الاحتلال الصهيونى عن حماية نفسها، ناهيك عن عدم قدرتها على تهديد الآخرين تفجر الغضب الإسرائيلى ولم يصمت حتى الآن، فهم يريدون أن يعيش العالم أكذوبة بذلوا جهوداً هائلة لترسيخها حول «التفوق العسكرى الإسرائيلى المطلق» على كل دول المنطقة مجتمعة وحول «الردع الإسرائيلى المتفوق»، فى محاولة لفرض إسرائيل «دولة مهيمنة» إقليمية، ولفرض الانكسار والانهزام فى الوعى السياسى والثقافى العربى للقبول بمشروع السلام الإسرائيلى الذى يعنى القضاء على كل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. ما نقلته نيكى هايلى على لسان ترامب بقدر ما يفضح السياسة الأمريكية وأساليبها غير الأخلاقية فى التعامل مع الدول، بقدر ما يؤكد حقيقة العجز الإسرائيلى عن إقناع المجتمع الدولى لأن يصوت لصالح قرارات تريدها. فلولا الدعم الأمريكى كان من المستحيل أن يحصل مشروع القرار الذى أسقطته الجمعية العامة على كل تلك الأصوات التى حصل عليها.

العجز الإسرائيلى الذى كشفته تصريحات ترامب كما نقلتها نيكى هايلى ليس سياسياً فقط، ولكنه أيضاً عسكري، فقد سبق أن أكد الرئيس الأمريكى نفسه هذه الحقيقة عندما أعلن أن الوجود الأمريكى فى الشرق الأوسط هو لحماية إسرائيل. فالحرب الدعائية الإسرائيلية المكثفة ضد إيران لن تقود، بأى حال من الأحوال إلا حربا، إذا لم تكن مدعومة أمريكياً وعربياً، واستعراضات بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الكيان فى منطقة الحدود مع لبنان حالياً ضمن ما يسميه بعملية «درع الشمال» لن تتجاوز الأعمال الهندسية التى تقوم بها الجرافات لهدم ما يسمونه «أنفاقاً» أقامها «حزب الله»، وأن هذه الأعمال ستبقى محصورة فى شمال فلسطين المحتلة ولن تتجاوزها إلى هدم امتداداتها داخل الأراضى اللبنانية، ولن يخاطر نيتانياهو بالتورط فى حرب مع «حزب الله»، وكل ما يطمح إليه هو افتعال أزمة سياسية داخل لبنان، لدفع الدولة اللبنانية، بقواها السياسية المختلفة، للضغط على «حزب الله» لهدم تلك الأنفاق داخل الأراضى اللبنانية، وحتى هذه المهمة يسعى نيتانياهو إلى الحصول عليها من خلال دعم أمريكى ودولى وعربى للضغط على «حزب الله». هذا يعنى أن إسرائيل باتت عاجزة أيضاً عن خوض معركة سياسية ضد أعدائها، بقدر ما هى عاجزة عن خوض حرب عسكرية ضد هؤلاء الأعداء، وأنها فى الحالتين فى حاجة إلى دعم الحلفاء والأصدقاء، وهذا كله يؤكد أنها لم تعد مهيأة لفرض نفسها قوة إقليمية مهيمنة قادرة على السيطرة وضبط التطورات الإقليمية على النحو الذى تريده. هذه الحقائق ليست جديدة، فقد سبق أن كشفها إيهود باراك، رئيس الحكومة ووزير الحرب الإسرائيلى الأسبق، عقب انتهاء العدوان الإسرائيلى على لبنان فى صيف 2006، فعقب انتهاء هذا العدوان جاء إيهود باراك وزيراً للحرب فى محاولة للململة الهزيمة، واستعادة الثقة للجيش الإسرائيلي، لكن صدمة باراك كانت هائلة مما اكتشفه من حقائق تخص عجز هذا الجيش وتخص الكيان الإسرائيلى كله، أبرزها أن إسرائيل لم تعد قادرة على شن حرب، وليس من مصلحتها أن تتورط فى حرب. من هذا الإدراك خرج باراك بـ «أربعة لاءات إستراتيجية» مازالت تحكم جوهر الإستراتيجية العسكرية الإسرائيلية هي: لا لمبادرة إسرائيلية بشن حرب.. لا لخوض حرب إلا إذا كانت خارج الأراضى الإسرائيلية.. لا لأى حرب طويلة الزمن، ما يعنى أن إسرائيل لا تحتمل الدخول فى حرب مفتوحة الزمن.. ولا للتورط فى أى حرب تهدد الجبهة الداخلية الإسرائيلية. ستبقى إسرائيل أسيرة هذه الـ «لاءات الأربعة» التى استخلصها إيهود باراك لأن الأطراف الأخرى المعادية بات فى مقدورها أن تفرض الحرب على «أرض» إسرائيل، وأن تتحكم فى توقيت انتهائها، وأن تجعل الجبهة الداخلية الإسرائيلية أول من يدفع أثمانها بحكم ما تمتلكه من ترسانة صاروخية قوية ومتطورة، ومن هنا تأتى خطورة ما أفصح عنه الرئيس الأمريكى فى تصريحاته الأخيرة التى أكدت حقيقة أن إسرائيل «محمية أمريكية»، وقد لا تكون هذه الحقيقة هى الأخرى حقيقة جديدة، لكن الجديد هو أن المستقبل لم يعد يؤمِّن لإسرائيل هذه الحماية الأمريكية، فأمريكا أضحت مثقلة بهمومها، ودونالد ترامب، بات مهيأ للرحيل عن البيت الأبيض بعد أقل من عامين من الآن، فى ظل كل ما يواجهه من أزمات داخلية آخرها أنه أصبح من المحتمل أن يمثل أمام المدعى الخاص روبرت مولر المكلف بالتحقيق فى احتمال قيام تنسيق معين بين روسيا وفريق حملة ترامب خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وعندها سيواجه الإسرائيليون السؤال المصيرى الذى يتهربون منه وهو: ما هو مستقبل إسرائيل؟

نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لاءات إيهود باراك ومستقبل إسرائيل لاءات إيهود باراك ومستقبل إسرائيل



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon