توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أطول أسبوع فى تاريخ الشرق الأوسط

  مصر اليوم -

أطول أسبوع فى تاريخ الشرق الأوسط

بقلم - محمد السعيد إدريس

تاريخ العالم، وبالذات التاريخ العسكري، مفعم بالدروس المستخلصة من تجارب الحروب التى خاضتها البشرية وعانت ويلاتها. فى مقدمة هذه الدروس أن أخطر الحروب، ومن بينها الحربان العالميتان الأولى والثانية التى، راح ضحيتها عشرات الملايين من البشر، عادة ما تحدث نتيجة لأحداث صغيرة. لكن هذا لا يعنى أن هذه الأحداث الصغيرة هى القادرة على تفجير تلك الحروب الرهيبة بويلاتها، ولكن هناك أسبابا حقيقية قوية متراكمة ولكنها مكبوتة تنتظر لحظة الانفجار أو «أصغر الشرر» الكفيل بإشعالها. فهل يمكن أن تكون حادثة تحطيم طائرة الاستطلاع والرصد الروسية من طراز «إيليوشن 20» فجر الثلاثاء (18/9/2018) على مقربة من السواحل السورية قرب اللاذقية هو تلك الشرارة التى يمكن أن تفجر الحرب الكبري.

ما يحدث الآن، فى أجواء وتداعيات أزمة تحطيم الطائرة الروسية تلك بصاروخ سورى عن طريق الخطأ أثناء التصدى لعدوان قامت به أربع طائرات إسرائيلية مقاتلة من «طراز اف- 16» ضد موقع عسكرى سورى قرب اللاذقية، أى على مقربة من القاعدة العسكرية الروسية الكبرى فى سوريا «قاعدة حميميم»، يؤكد أن شرارة التفجير انطلقت بالفعل، وسبقها تراكم غليان مكبوت روسي- أمريكى فى سوريا، بعد التصدى الأمريكي- الغربى (البريطانى الفرنسى) لعزم روسيا وسوريا على تصفية «بؤرة الإرهاب» المتبقية شمال سوريا فى محافظة إدلب، حيث بدأت الأساطيل الغربية الأمريكية والبريطانية والفرنسية تتجه قبالة السواحل السورية محذرة من توجيه ضربات قوية وغير مسبوقة للجيش السورى «إذا هو استخدم أسلحة كيماوية وشن العدوان على إدلب». كانت «الأسلحة الكيماوية» هى «كلمة السر» المتفاهم عليها لشن عدوان كبير يكون من شأنه إرباك الحل الروسى للأزمة السورية.

روسيا هى الأخرى كانت قد استنفرت قواتها العسكرية قبيل تصعيد أزمة إدلب، وبدأت فى الفترة من 1- 8/9/2018 واحدة من أهم وأخطر مناوراتها الحربية التى أجرتها فى البحر المتوسط قبالة السواحل السورية بالنظر إلى حجم المنظومات الحربية المشاركة والتى شملت 26 سفينة حربية من أساطيل بحر الشمال وبحر البلطيق والبحر الأسود وبحر قزوين وغواصتين بقيادة الطراد «مارشال أوستينوف» التابع للأسطول الشمالي، وبمشاركة تشكيلات من القوات الفضائية الجوية ضمن 34 طائرة منها القاذفات الإستراتيجية «تو- 160» والطائرات المضادة للغواصات من طراز «تو 142 إم كا» و«إيل- 38» والمقاتلات «سو- 33» و»سو- 30 إم». الأجواء كانت معبأة ومحتقنة إذن على أعلى مستوى عندما وقع حادث الطائرة الروسية التى أدت إلى تصعيد روسى غير مسبوق ضد إسرائيل، خاصة بعد أن أثبت التحقيق الذى أجراه الجيش الروسى أن إسرائيل هى المسئولة عن جريمة إسقاط هذه الطائرة، لكن ما جرى فى الاجتماع الذى عقده قائد القوات الجوية الروسية مع الوفد العسكرى الذى أرسله بنيامين نيتانياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية برئاسة قائد القوات الجوية الإسرائيلية لعرض نتائج التحقيق الإسرائيلى فى الحادث والذى ركز على تبرئة الطيارين الإسرائيليين أدى إلى انقلاب الموقف رأساً على عقب، فقد رفض قائد سلاح الجو الروسى المبررات التى قدمها قائد سلاح الجو الإسرائيلى حول الحادث، وخاطبه بحدة : «أنتم مسئولون عن مقتل الضحايا الـ 14 الروس، وكذلك الاعتذار نرفضه، والتعازى نرفضها، ومن الآن فصاعداً أى طائرة إسرائيلية تقترب من السواحل السورية سنسقطها فوراً».

 الرد المستفز لقائد سلاح الجو الإسرائيلى الذى قال فيه «نحن نملك سلاح جو قادرا على العمل فى كل المنطقة وكلامكم هذا تهديد لنا»، وصل إلى الرئيس بوتين الذى أصدر أوامره بإرسال 12 طائرة «سو- 35» للتحليق فوق إسرائيل ذهاباً وعودة متحدية أى قدرة إسرائيلية على الرد، وبعدها صدرت القرارات التى أعلنها وزير الدفاع سيرجى شويجو وتضمنت ثلاثة إجراءات لتعزيز القدرات الأمنية فى سوريا وحماية المنشآت الروسية ومنع أى هجوم عسكرى خارجى محتمل من جهة البحر. هذه الإجراءات هي: إطلاق تقنيات التشويش الكهرومغناطيسى فى مناطق البحر المتوسط المحاذية لسواحل سوريا، بهدف منع عمل رادارات واتصالات الأقمار الصناعية والطائرات أثناء أى هجوم مستقبلى على سوريا، وتزويد الجيش السورى بمنظومة صواريخ اس 300 (التى كانت موسكو قد جمدت بيعها لسوريا بضغوط إسرائيلية منذ عام 2013)، وتجهيز المراكز القيادية لقوات الدفاع الجوى السورية بنظام للتحكم والمراقبة معمول به لدى الجيش الروسى وحده. وبموازاة ذلك تم إرسال أحدث ما عند الجيش الروسى من أسلحة متطورة جوية وبحرية فبدأت الغواصات النووية الروسية تنتشر فى البحر المتوسط، كما وصلت أكبر مدمرة وبارجة روسية وهى سفينة «ليننجراد» وعلى متنها 2500 صاروخ بحر- جو لا يمكن التشويش عليها لأنها تعمل بتوجيه الأقمار الصناعية، كما تم وضع 12 منظومة دفاع صواريخ من طراز «إس 600» بقاعدة حميميم، ما يعنى استحالة اقتراب أى طائرة لمسافة 500 كم، كما أرسلت أسرابا من طائرات «سو 57» و«سو 35» محملة بصواريخ «كينيتال» التى يصل مداها 2000 كم. حدث كل هذا مع صدور قرارات شديدة الحسم لم يعلن عنها عقب اجتماع طارئ لمجلس الأمن القومى الروسى برئاسة الرئيس بوتين، وتم إمهال إسرائيل أسبوعاً واحداً للرد على الطلب الروسي: محاكمة ومعاقبة ضباط الطائرات الإسرائيلية الأربع «إف 16» وقائد السرب الذى أطلق هذه الطائرات.

إسرائيل رفضت الطلب الروسى واستنجدت بالولايات المتحدة للتدخل، ودعت بريطانيا إلى جلسة طارئة لمجلس الأمن رفضت روسيا انعقادها، وجاء الرد حاسماً من نائب رئيس مجلس النواب الروسى ليقول «إن أى شرارة قد تتسبب بها إسرائيل ستعنى أن إسرائيل قد قررت مواجهة الدولة العظمى الأولى فى العالم، وإذا كانت إسرائيل تعتقد أن أمريكا هى الدولة الأولى فى العالم فإننا نبلغها أن جمهورية روسيا الاتحادية هى الدولة الأقوى فى العالم وهى الأولي». من سيتراجع ومن سيتوسط؟ أم أن المحظور يمكن أن يحدث؟.

أسئلة مهمة لم تجد إجابة بعد ليصبح هذا الأسبوع هو الأطول فى تاريخ الشرق الأوسط، وربما الأخطر أيضاً.

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أطول أسبوع فى تاريخ الشرق الأوسط أطول أسبوع فى تاريخ الشرق الأوسط



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon