توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أردوغان «كلمة السر» فى العودة الأمريكية لسوريا

  مصر اليوم -

أردوغان «كلمة السر» فى العودة الأمريكية لسوريا

بقلم - محمد السعيد إدريس

 جديد الأزمة السورية هو عودة أمريكية قوية إلى سوريا فى وقت كانت كل التوقعات تتجه نحو ترجيح حسم هذه الأزمة على النحو الذى تريده روسيا بالتنسيق مع حلفائها (النظام السورى وإيران وتركيا) بعد نجاح الجيش السورى فى بسط سيطرته بدعم من الحلفاء على معظم أنحاء سوريا واستعداده الكامل لتصفية «بؤرة الإرهاب» المتبقية والمتمركزة فى أدلب شمال سوريا.

كانت البداية هى صراخ أمريكي- بريطاني- فرنسى يحذر الرئيس السورى من استخدام أسلحة كيماوية فى المعركة القادمة فى إدلب، والتلويح بتدخل عسكرى أو ضربة عسكرية قوية للجيش السورى لمعاقبته على مثل هذه الجريمة، لكن بعد ذلك بدأت تتكشف الخطط والأوراق، وإعلان جدية العزم الأمريكى على بقاء طويل «غير شرعي» فى سوريا بذريعة «الانتهاء من إلحاق هزيمة كاملة لتنظيم (داعش) وهى عملية تتطلب وقتاً طويلاً».

قد يكون هذا التوجه مفاجئاً، بعد فترة طويلة من التردد الأمريكى عن الدخول القوى إلى سوريا التزاماً بتفاهمات روسية- أمريكية، وربما أيضاً روسية- إسرائيلية، ظهرت فى قمة هلسنكى بين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ونظيره الروسى فلاديمير بوتين (يوليو 2018) وتضمنتها لقاءات متعددة فى موسكو لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نيتانياهو مع الرئيس الروسى تركزت حول ما تراه إسرائيل «مطالب شرعية» فى سوريا رافضة لأى وجود عسكرى أو نفوذ سياسى لإيران فى سوريا.

العودة الأمريكية عن مضامين هذه الاتفاقات جاءت مفاجئة للحسابات الروسية فى سوريا، أما المفاجأة الصادمة، عن حق، فهى احتمال وجود تورط تركى فى هذه العودة الأمريكية الجديدة إلى سوريا، برغم الأزمة المتفاقمة فى العلاقات التركية- الأمريكية والتى محورها الانحياز الأمريكى للمعارضة الكردية السورية على أجزاء كبيرة شمال سوريا تراها أنقرة تهديداً خطيراً للأمن القومى التركي، باعتبار أن هذه المعارضة الكردية السورية أحد أجنحة حزب العمال الكردستانى التركى الذى تتهمه أنقرة بالإرهاب، وعلى الرغم مما يبدو تحالفاً تركياً مع روسيا طيلة الأشهر الماضية كان محورها التعاون حول الأزمة السورية.

هل حصل أردوغان على تعهدات أمريكية بدعم أطماعه فى سوريا تفوق ما يحصل عليه من روسيا؟ وهل لدى تركيا استعداد لخسارة الحليف الروسى وصفقة صواريخ «اس 400» الروسية؟ طرح هذين السؤالين يدفعنا إلى طرح سؤال ثالث ربما يكون أكثر أهمية وهو هل هناك خطة مشتركة أمريكية تركية بخصوص شمال سوريا: شرق الفرات وغربه على حساب النفوذ الروسي، كخطوة لإرباك روسيا وحلفائها وبالتحديد النظام السورى وإيران توطئة للتخلص من الاثنين معاً؟ من الصعب حسم الإجابة على هذا السؤال بـ «نعم» أو «لا»، حيث تقع الإجابة، حتى الآن، بين المنزلتين لحين تتكشف كل الأوراق الخفية ويتكشف الدور المريب الذى لعبه الرئيس التركى فى قمة طهران الثلاثية التى عقدت يوم الجمعة الماضى (7/9/2018) بين رؤساء: إيران وروسيا وتركيا لحسم موضوع التصفية العسكرية للبؤرة الإرهابية المتبقية فى إدلب، والتوافق على خريطة طريق لانتشار الجيش السورى فى هذه المحافظة.

موقف الرئيس التركى فى هذه القمة هو أحد أهم مؤشرات تورط أردوغان فى خطة أمريكية غير معلنة تسمح بوجود تركى قوى فى محافظات الشمال السورى خاصة إدلب وحلب على حساب الجيش السورى وحلفائه الروس والإيرانيين. فقد أفشل الرئيس التركى هذه القمة وحال دون صدور قرار واضح وصريح بخصوص خطة الحل العسكرى لأزمة إدلب كما تريدها روسيا وسوريا وإيران. فقد تمسك أردوغان بإبقاء الوضع على ما هو عليه بالمحافظة، وإعلان وقف لإطلاق النار، معتبراً أن التوصل إلى هذا الاتفاق سيكون «نصراً للقمة»، مع الدعوة لاستمرار جهود فصل الإرهابيين (جبهة النصرة) عن باقى فصائل المعارضة المسلحة فى إدلب.

كان واضحاً أن أردوغان يريد تفويضاً روسياً- إيرانياً بأن تتولى تركيا مسئولية حل «أزمة إدلب» طبعاً على النحو الذى يبقى تركيا قوة مسيطرة ومهيمنة، وهذا يتطلب الحفاظ على وجود المعارضة المسلحة الحليفة قوية ومؤثرة باعتبارها «أدوات تركية»، مع التعويل على أن يؤدى هذا الدور التركى مستقبلاً إلى فرض السيطرة التركية على الشمال السورى توطئة لتجديد المطالب التركية بضم أجزاء كبيرة من هذا الشمال إلى تركيا. موقف أردوغان ودوره فى إفشال قمة طهران لم يأت من فراغ. فقد زار أنقرة جيمس جيفرى المبعوث الأمريكى الجديد الخاص بالملف السورى الثلاثاء (4/8/2018) قادماً من الأردن بعد زيارة لإسرائيل للتباحث حول الخطة الأمريكية الجديدة الخاصة بسوريا، وهناك ما يؤكد أن جيفرى حمل معه عروضاً للأتراك تتضمن وقف مسار التعاون الروسى والإيرانى فى إدلب، ما يعنى تجنيد تركيا ضمن المشروع الأمريكى المناوئ لروسيا، والذى أعلنته واشنطن فى 18 أغسطس الفائت بتأكيد استمرار وجودها العسكرى فى سوريا، مؤكدة أنه «ليس هناك موعد زمنى محدد لإنهاء الوجود العسكرى الأمريكى فى سوريا»، وهو المشروع الذى يتضمن ثلاثة مرتكزات أولها إرباك الحل الروسى للأزمة السورية وثانيها إنهاء أى علاقة للرئيس الأسد بمستقبل سوريا، وثالثها إخراج إيران كاملاً من سوريا.

روسيا تدرك فحوى المشروع الأمريكى ولذلك بدأت تركز على ضرورة خروج أمريكا من سوريا وعلى عدم شرعية الوجود العسكرى الأمريكى فى سوريا، جاء ذلك على لسان ماريا زاخاروفا الناطقة بلسان الخارجية الروسية التى ردت على المطالب الأمريكية بضرورة خروج إيران من سوريا بأن «على واشنطن البدء بنفسها وحل قضية وجودها غير الشرعى فى سوريا» ومتسائلة: «أين وكيف ولأى غرض تنتشر القوات الأمريكية فى سوريا؟ وعلى أى أساس هى هناك؟» فى حين طالب فلاديمير جاباروف، رئيس لجنة مجلس الاتحاد الروسى للشئون الخارجية، سوريا «بالتوجه فوراً إلى مجلس الأمن الدولى فى حال حاولت الولايات المتحدة نشر أنظمة دفاع صاروخية فى سوريا» ووصف ما تنوى واشنطن القيام به من نشر هذه الأنظمة بأنه «فوضى عارمة تستلزم تدخل مجلس الأمن الدولي».

روسيا تتابع تفاصيل العودة الأمريكية لسوريا وتعرف أهدافها كما كشفها المندوب الروسى فى مجلس الأمن بأن «واشنطن فى حال هيستيريا حول إدلب كى لا يسقط آخر معاقل الإرهابيين»، حيث تعى موسكو أن واشنطن تتستر بوجود الإرهابيين لتبرير البقاء فى سوريا، لكن هل تعى روسيا دور أردوغان فى هذا المشروع؟ هذه هى أكبر مشكلة تواجه روسيا الآن فى سوريا.

نقلا عن الأهرام القاهرية 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أردوغان «كلمة السر» فى العودة الأمريكية لسوريا أردوغان «كلمة السر» فى العودة الأمريكية لسوريا



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon