توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لمَ الخوف من اللامركزية فى المحليات؟

  مصر اليوم -

لمَ الخوف من اللامركزية فى المحليات

بقلم - عمرو هاشم ربيع

يبدو أن تأخر قانون الإدارة المحلية نابع من خوف من تطبيق اللامركزية. مؤشرات هذا الخوف بعضها شكلى وبعضها مضمونى. ففى الشكل صرح رئيس لجنة الإدارة المحلية بالبرلمان فى أكثر من مناسبة أن مشروع القانون جاهز منذ نهاية الدور الأول من الفصل الحالى، أى منذ أكثر من 24 شهرا. وفى المضمون يبدو أن الخوف من مشروع القانون ومن ثم اللامركزية يأتى نتيجة الكم الهائل من الصلاحيات التى يمنحها الدستور والمشروع للمحليات. فالمشروع المعد ينص- كما يقول الدستور- على أن تكفل الدولة دعم اللامركزية الإدارية والمالية والاقتصادية، وينظم القانون وسائل تمكين الوحدات الإدارية من توفير المرافق المحلية، والنهوض بها. ويقول أيضا: تكفل الدولة توفير ما تحتاجه الوحدات المحلية من معاونة علمية، وفنية، وإدارية، ومالية، وتضمن التوزيع العادل للمرافق، وتحقيق العدالة الاجتماعية بين هذه الوحدات. من ناحية أخرى، يذكر الدستور أن للوحدات المحلية موازنات مالية مستقلة، يدخل فى مواردها ما تخصصه الدولة لها من موارد، وضرائب ورسوم ذات الطابع المحلى.

وبخصوص المحافظين فقد فتح الدستور الباب أمام انتخابهم هم ورؤساء الوحدات الإدارية المحلية الأخرى. ليس هذا فحسب بل إن الدستور انتقد الوضع الراهن للمجالس المحلية بتأكيده فى م (242) على استمرارية العمل بنظام الإدارة المحلية القائم إلى أن يتم تطبيق النظام المنصوص عليه فى الدستور، (وأضاف) بضرورة التدريج خلال خمس سنوات من نفاذ الدستور للوصول للامركزية. وهذه المادة الأخيرة تشير إلى أن مخالفة وقع فيها صانع القرار بعدم تعيين مجالس محلية إلى أن تنتخب مجالس جديدة كما ينص القانون الحالى. جدير بالذكر أن المجالس المحلية قد حلّت منذ 2011 ولم يعين بديل عنها، بالمخالفة للقانون.

يبقى السؤال: ما هى جدوى اللامركزية؟. أولاً اللامركزية لا تعنى الانفصال أو الحكم الذاتى، خاصة فى دولة شديدة المركزية مثل مصر. ثانيا، اللامركزية تتيح قدراً كبيراً من المسألة والمحاسبة للسلطات التنفيذية على الصعيد المحلى، ومن ثم فهى تحد بشكل كبير من فساد المحليات. ثالثا، إن اللامركزية من الناحية الاقتصادية، تعزز من قدرة المحليات على الاعتماد على الذات فى مواردها دون أن ترهق المركز فى تدبير احتياجات المحليات. وهى من الناحية الاجتماعية، تساهم فى الحد من الفقر من خلال إعادة توزيع الثروات على المستوى المحلى، وكذلك تقديم الخدمات التعليمية والصحية ورعاية المرأة والشباب. ومن الناحية الإدارية، تجهز (بضم التاء) اللامركزية على البيروقراطية فتدعم بشكل آلى الاستثمار، سواء ارتبطت بنقل السلطة أو اكتفت بمجرد تفويض السلطة. أما سياسياً، فإن اللامركزية تدرب المواطن على المشاركة، فتجعل منه شخصاً مسؤولاً وفاعلاً وقادراً على العطاء، وذلك سواء كان عضواً فى مجلس القرية أو المدينة أو المركز أو المحافظة، ناهيك عن أنها تجعل المواطن غير العضو فى تلك المجالس مهتماً باختيار ممثليه فى تلك المجالس، وقادراً على محاسبة الجميع سواء كانوا مشرعين محليين أو تنفيذيين محليين.

بإيجاز شديد أن اللامركزية تجعل المسؤولين التنفيذيين والمشرعين على المستوى المركزى بمنأى عن الضغوط، لأنها تنقل وربما تكتفى بتفويض آخرين بمسؤوليات جسام على المستوى المحلى.

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لمَ الخوف من اللامركزية فى المحليات لمَ الخوف من اللامركزية فى المحليات



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon