بقلم-عبلة الرويني
منتهي الشجاعة والقوة أن يعلن الفنان فاروق الفيشاوي في لحظة تكريمه بافتتاح مهرجان الإسكندرية السينمائي قبل أيام..أن يعلن إصابته بالسرطان وإصراره علي مجابهة المرض ببساطة، كما لو أنه مصاب بصداع في الرأس، ويعد زملاءه وجمهوره أن يتجاوز المحنة، ويواصل عمله بقوة مضاعفة..إعلان الفيشاوي عن مرضه بهذه الطريقة، يشبه شخصيته كثيرا، قلب مفتوح للبهجة والحياة، يبوح بسره للجميع،بعيدا عن الميلودراما والكآبة..محبة حقيقية وصافية، دون التمادي في الحزن والشجن، ودون أي محاولة متعمدة لحصد التعاطف والمساندة..ربما بدا الأمرمزعجا أو قابضا لدي بعض جمهورالحفل، تماما كالوصيفة الثانية، صاحبة الساق الصناعية في مسابقة ملكة جمال إيطاليا هذا العام..لكنها إرادة الحياة وصلابة أن يقف الإنسان علي قدميه، يمارس حقه في الإكتمال وحقه في الفرح..تلك شجاعة فاروق الفيشاوي وطيبته الحقيقية، شجاعة تليق به وبشخصيته المحبة للحياة حد الإفراط، المندفعة وراء ماتحب(صوابا أو خطأ)الي آخرالمدي...فاروق الفيشاوي واحد من المهووسين بعشق الحياة، وواحد من الصادقين المخلصين لأنفسهم أولا وقبل كل شيء، يفعل مايريد ويكون نفسه دائما، مهما كانت الأخطاء!..عندما اعترف يوما أمام شاشات التليفزيون بإدمانه، لم يكن ذلك بالطبع استعراضا ولا تباهيا ولا حرية، ولم يكن ضعفا ولا تهاويا..ولكن شجاعة في مواجهة النفس، وقوة في مواجهة الخطأ ومحاولة للتطهرمنه..أجمل مافي فاروق الفيشاوي،هو قلبه القادردائما علي محبة الآخرين.
نقلا عن الاخبارالقاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع