بقلم-عبلة الرويني
سبق أن اتفق الأزهر والمجلس الأعلي للإعلام في العام الماضي، علي تحديد ٥٠ عالمًا للظهور الإعلامي والإفتاء (ليس من بينهم قصدًا د.سعد الدين الهلالي أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، وعميد كلية الدراسات الإسلامية السابق)! واعتبر الاتفاق من يخالف ذلك يتعرض للعقوبة!!.... وراء هذا الاتفاق، كان التضييق علي حرية التفكير، وحصار الآراء المستنيرة، المجتهدة العصية عن السمع والطاعة.. حصار المختلفين عن رأي الأزهر أو منهجه..
ويبدو أن السمع والطاعة ليس منهجًا إخوانيًا فقط، لكن منهج أصحاب الرأي الواحد، والعقل الثابت، وكل فكر متجمد، يخشي الحوار ويفزعه التجديد... يري في الاجتهاد خروجًا، وفي حرية العقل والتفكير مروقًا، تجب محاسبته ومنعه ومحاصرته.. ما كاد د.سعد الهلالي يوافق القرار التونسي بالمساواة في الميراث بين الجنسين.. مؤكدًا في أحد ظهوره الإعلامي علي أن الميراث (مسألة حقوق لا واجبات) ومسألة الحقوق يكون للناس الحق في التعامل بها، وأن الفقيه تتغير فتواه بتطور ثقافته بمرور الوقت.... كلام د.الهلالي طبعًا لم يعجب الأزهر، فتبرأ من الهلالي، مؤكدين أنه لا يمثل الأزهر، وما يقوله يخالف نص القرآن ومنهج الأزهر!!.... وقام رئيس جامعة الأزهر (قبل يومين) بإصدار قرار بمنع ظهور أساتذة الأزهر في وسائل الإعلام، والتصدي للشئون الدينية والإفتاء دون الرجوع له، أو الحصول علي تصريح من الجامعة.. ومن يخالف ذلك يتعرض للمساءلة القانونية!!.... المفارقة أن د.الهلالي كان أول المتقدمين بطلب رسمي إلي رئيس الجامعة، للحصول علي تصريح بالظهور الإعلامي.. وطبعا لايزال ينتظر!!
نقلا عن الاخبارالقاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع