بقلم - عبلة الرويني
لم يستدل عليه!!..تعذر الوصول إلي عنوانه، أو إلي أحد من أفراد أسرته، لحضور تكريمه في احتفالات مجلة »العربي» الكويتية بمرور ٦٠ عاما علي تأسيسها.. وكان العالم الراحل د.أحمد زكي أول رئيس لتحرير مجلة العربي لمدة ١٧ عاما »١٩٥٨/ ١٩٧٥»...سألوا جامعة القاهرة وكان د.احمد زكي رئيسا للجامعة »١٩٥٣» وسألوا المركز القومي للبحوث وكان هو مؤسسه »١٩٤٧» وأكاديمية البحث العلمي، وأيضا هو من قام بتأسيسها، وسألوا في مجمع اللغة العربية وكان أحد أعضائه.... وأيضا لم يستدل عليه، وكأنه الحاضر الغريب!!.. للأسف لم يأخذ د.أحمد زكي باشا حقه المستحق في التكريم والذكري، رغم أفضاله الكثيرة علي الثقافة العلمية في مصر والعالم العربي.. بعد حصوله علي الدكتوراه من انجلترا ١٩٢٩عاد إلي مصر ليكون أول أستاذ للكيمياء في مصر بكلية علوم القاهرة، ثم عميدا للكلية، ورئيسا لجامعة القاهرة.. عمل مديرا لمصلحة الكيمياء »١٩٣٦» وأسس الجمعية الكيميائية المصرية »١٩٣٨» وأطلق عليه »أبو الكيمياء».. وقبل ثورة يوليو كان وزيرا للشئون الاجتماعية »٢يوليو١٩٥٢الي٢٢يوليو١٩٥٢» ٢٠ يوما فقط وزيرا ثم استقال، ليعينه محمد نجيب رئيسا لجامعة القاهرة.. لكنه خلال الـ٢٠ يوما كان قد أصدر قانون »تحديد النسل»...كان د.أحمد زكي كاتبا موسوعيا يهتم بالتاريخ والسياسة والأدب واللغة، مثلما يهتم بالكيمياء والعلوم.. هكذا وصفه العقاد »أني لا أقرأ للدكتور أحمد زكي الا وأتصوره وبيده قلم وبيده الأخري مسطرة وبرجل».. هذه الثقافة الموسوعية كانت وراء اختياره رئيسا لتحرير مجلة المصور »١٩٥٠/١٩٤٦» ورئيسا لتحرير مجلة »العربي» والتي حرص خلالها علي تأكيد الثقافة العلمية كجزء من هويتها وخصوصيتها.. وللمكتبة العربية قدم د.أحمد زكي العديد من الإصدارات الهامة »في سبيل موسوعة علمية»، »بين المسموع والمقروء»، »سلطة علمية»، »مع الله في الأرض»، »مع الله في السماء».
نقلا عن الاخبار