بقلم: عبلة الرويني
في حوار مع الكاتب والباحث المغربي المبدع عبد الفتاح كليطو قال (في البداية أحببت توفيق الحكيم، ومارست روايته "عصفور من الشرق" تأثيرا كبيرا عليّ.. كنت في أمس الحاجة لأن أسافر مثل صنيعه إلي باريس، وأن أتردد علي المسارح وأزور المتاحف وأقع في حب امرأة فرنسية.. وكنت أعتقد أنه بهذا الصنع وحده، سيكون بمقدوري أن أصبح كاتبا.. لكن طه حسين كان الأكثر تأثيرا، وأنا مدين له بالإحاطة علما بأن كل شيء قابل للمناقشة والبحث.. لم يكن طه حسين يهادن أحدا، كانت الأساطير والأصنام قبله محتفظة بتماسكها وصلابتها، وكان يكشف تهافتها بمعني من المعاني.. بعد طه حسين لم يبق وجود لأبطال، ولا أي شيء قابل للإعجاب.. كان يساورني الانطباع وأنا أقرأ طه حسين، أنني أكتسب ذكاء وألمعية).. ويبدو أن توفيق الحكيم كان بداية القراءة لدي الكثيرين، وأن طه حسين هو الأكثر تأثيرا... في سن ١٣و١٤ عاما، كنت أتسابق وأبناء الجيران علي أعداد الكتب التي نقرأها، كم كتاب استعرناه من المكتبة العامة، وكنا نتبادل الاستعارات، قبل إعادة الكتاب إلي المكتبة.. (كانت المكتبة العامة إلي جوار البيت شأن كل حي في القاهرة بالستينات والسبعينات).. كنا نتسابق علي استعارة الكتب والقراءة.. وكان توفيق الحكيم هو الأكثر قراءة بيننا جميعا، بلغته السهلة والقريبة من الجميع... لكن بمرور السنوات وتنامي الوعي، عرفنا طه حسين الأكثر تأثيرا علينا، وعلي أجيال كاملة، وعلي الثقافة العربية كلها.. مع طه حسين عرفنا المنهج