بقلم: عبلة الرويني
التقارير اليومية التي تقدمها لجنة الدراما، حول المخالفات بالمسلسلات الدرامية المعروضة في رمضان.. بالفعل تثير الضيق، وتثير الأعصاب أيضا!!... في أسبوع واحد رصدت لجنة الدراما ٩٤٨ مخالفة في ١٨ مسلسلا دراميا (من واقع ٢٤مسلسلا).. ألفاظ سوقية.. إيحاءات جنسية.. مشاهد عنف.. عبارات تحط من شأن اللغة العربية.. ومنها ٣٦٧ مشهد تدخين وتعاطٍ للمخدرات!!
وبعيدا عن حجم المخالفات ونوعيتها.. بعيدا عن الرؤية الرقابية الضيقة، وانتزاع المشاهد والألفاظ من سياقها الدرامي.. إلي حد اعتبار عبارات مثل (يشتغلنا.. نفضوا لنا) ألفاظ سوقية خادشة.. واعتبار ظهور (أشباح) أو (خيالات) في العمل الدرامي، نوعا من الترويج للخرافة!! (متجاوزين مئات الأعمال الدرامية الخالدة من شبح هاملت وساحرات ماكبث).. ما يثير الأعصاب حقا هو انشغال لجنة الدراما بملاحقة اللفظ والإشارة والإيماءة في المسلسل الدرامي (دون سياق).. بينما لا شأن لها بما يحدث في الدراما نفسها من ضعف المستوي الفني، وسطحية وسذاجة غالبية المسلسلات المقدمة هذا العام!! وتردي مفهوم الكوميديا، واختصاره في التهريج والاستعباط!!... لا شأن للجنة الدراما بمناقشة التأثير السلبي لسياسة الاحتكار وسيطرة شركة واحدة علي الإنتاج الدرامي، وما انتهت إليه من ركود في الصناعة، والبطالة لدي كثير من الفنانين، وغياب المنافسة الحقيقية!!!
انشغلت لجنة الدراما بملاحقة كم مشهد عنف؟ وكم مشهد تدخين؟ وكم عبارة غير لائقة؟.. بينما لا شأن لها بغياب المهنية، والتجاوزات في أخلاقيات العمل، والتعدي السافر علي عمل المؤلفين والمخرجين، دون ضوابط ودون معايير