بقلم - عبلة الرويني
في سياق دراسته عن »تحولات اللغة» أبدي الصديق د.وائل إسماعيل »المقيم في لندن منذ ٤٠ عاما» دهشته من الكلمات العاطفية في أغنية أم كلثوم »القلب يعشق كل جميل» واستخدام بيرم التونسي مفردات »القلب، العشق، الجمال» في أغنية دينية يعبر فيها عن تجربته في الحج!!..دهشة الصديق من الفارق في العلاقة مع اللغة، بين زمن كتابة الأغنية بالستينيات وزمننا اليوم..زمن الستينيات الذي سمح لمفردات عاطفية تربط الدين بالحب والعشق والجمال، وزمننا اليوم الذي يخشي كلمات الحب، ويفزعه العشق، ويرعبه الجمال!!
وبالفعل هناك من المشايخ والدعاة اليوم من يستنكر استخدام مفردات عاطفية في النشيد الديني، أو يستنكر النشيد عموما(طبعا الأغنية لديهم من المحرمات)!!...وبالفعل اللغة تواصل انحدارها يوما بعد يوم، والمعاني والقيم أكثر انحدارا، معبرة عن تزايد القسوة والعنف والكراهية..استخدام كلمة »عشق» صار خروجا لغويا، والجمال أصبح »فتنة» يجب حجبها ومداراتها عن الأعين وتحطيمها أيضا!! كما سبق وحدث مع تمثال »عروس البحر» بالإسكندرية، الذي غطي بالقماش وربط بالحبال!! وكما حدث مع رأس تمثال أم كلثوم بالمنصورة الذي غطي »بإيشارب»لكن الهواء كان أكثر استنارة، حين أطار بالإيشارب في ثوان، وكما حدث بتمثال »عين الفوارة» بمدينة سطيف بالجزائر!!
اختفت مفردات الحب والجمال، ليس فقط من كلمات الأغاني الدينية، لكن من تفاصيل حياتنا، ومن لغتنا اليومية، لتحل لغة عشوائية عنيفة، أقرب للشجار، مفردات غريبة ومعان أكثر غرابة
نقلا عن الاخبار
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع