بقلم - عبلة الرويني
لافت إلي حد الوجع نصائح الكثيرين (علي اختلاف ثقافتهم) ومطالبتهم لمحمد صلاح بأن يغادرنا سريعا، ينجو بنفسه.. يفلت من الإحباط والحزن والفشل والفساد أيضا الذي يطبق علينا ويحاصرنا... وربما كان محمد صلاح بالفعل هو أكثر الخاسرين من هزائم المنتخب الفادحة بالمونديال، هو الذي جاءنا ممتلئا بالفرح والزهو والفخر والحماس.. أفضل لاعب في أفريقيا.. هداف الدوري الإنجليزي.. الحاصل علي الحذاء الذهبي، ومحبة جماهير الكرة في العالم.. لكنه في أقل من أسبوعين مع منظومة المنتخب في روسيا، تحول إلي صلاح آخر.. صلاح من الحزن والأسي!!.. لم يفرح ولم تعل وجهه الابتسامة، بعد إحرازه هدفا في المرمي السعودي!! ولم يذهب لحفل اختياره (رجل المباراة) ليحصل علي الجائزة!!
(انج من بلد لم تعد فيه روح).. هكذا طالبه الكثيرون بالهروب بعيدا عنا!! والمحافظة علي نجاحه في مناخ صحي يساعد علي تطور إمكاناته ومهاراته والمزيد من النجاح، وهو ما يتحقق له في ناديه الإنجليزي (ليفربول)... وبالتأكيد النجاح يحتاج لمناخ لمضاعفته واستمراره، والاحتراف جزء من تطور لاعب الكرة وتحققه وصعوده.. وفخر لمصر بالتأكيد كفاءات أبنائها ونجاحاتهم في كل مجال، وفي كل مكان في العالم... لكن بدلا من مطالبة محمد صلاح بالهروب، وإنقاذ نفسه من مناخ الإحباط والفشل، ومنظومة الفساد الكروي في مصر... بدلا من مطالبته بأن ينسانا.. علينا نحن أن نتذكر أنفسنا.. نأخذ أنفسنا بالجدية والصرامة الواجبة.. نضع يدنا علي الأخطاء ونعمل علي تصحيحها.. نحارب الفساد في كافة أشكاله بمنتهي الحسم.. وبدلا من محاولات تهريب محمد صلاح، علينا أن نستعيد قدرتنا علي العمل الحق وتطويره.. أن نخلق إمكانات لميلاد مواهب وكفاءات جديدة ومئات أخري من محمد صلاح.
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع