بقلم - عبلة الرويني
حكايات لطفي لبيب لا تنتهي، ودعاباته أيضا... وسط أصدقائه معروف بهواية الكشف عن النصابين والمحتالين والادعياء.. وكانت إحدي دعاباته الشهيرة في جلسات المثقفين، حين يحتدم النقاش، يذكر لطفي لبيب اسم كتاب (حول موضوع النقاش) لمؤلف أجنبي (يحرص علي أن يذكراسمه) وأحيانا يذكر اسم مترجم الكتاب أيضا.. ويستفيض في شرح الفكرة التي يقدمها الكتاب، بينما يوجه كلامه بجدية شديدة لأحد الحاضرين ( كتاب مهم جدا.. أكيد قرأته) فيتمتم الرجل في الأغلب بالإيجاب، أو يشير برأسة بالموافقة!!.. يفعل لطفي لبيب ذلك دائما، بينما لا يوجد كتاب بهذا الاسم، للمؤلف الشهير الذي يذكره، أو لا يوجد مؤلف أساسا بهذا الاسم الذي يذكره!!.. المدهش حين يتوقف النقاش وتنتهي السهرة، لا يكشف لطفي لبيب حيلته، مكتفيا بكشف ادعاءات بعض المثقفين الذين أوقعتهم الدعابة!!
لطفي لبيب مصدر ثقة وبهجة لإصدقائه، وهو أحد الفنانين المثقفين الباحثين عن المعرفة والمجتهدين في تطوير أدواتهم وتنمية وعيهم وثقافتهم.. درس الفلسفة في آداب الإسكندرية، ودرس المسرح في معهد الفنون المسرحية، وحافظ دائما علي العلاقة بالكتاب والكتابة.. كان له عمود أسبوعي بجريدة الوطن بعنوان (مهيصة).. وحول تجربته الشخصية خلال فترة تجنيده، كتب قصة (الكتيبة 26) أول كتيبة عبرت القناة يوم 6 أكتوبر، وكان واحدا من أفرادها..
التجربة الثرية والعميقة والبحث الدائم عن المعرفة، أحد المفاتيح الأساسية والعلامات المؤثرة في شخصية لطفي لبيب الفنية، وهي ما منحته تلك الخصوصية في إدائه الكوميدي، ومنحته أيضا الصلابة والإرادة لمواصلة مشواره الفني.. ندعو الله أن يجتاز محنته الصحية الصعبة، ليعود يملأ الحياة بهجة ودعابة وجدية
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع