بقلم - عبلة الرويني
ليست فقط السرقات المتتالية،والنهب الممنهج للآثار..لكنه أيضا وبالتأكيد فقدان الوعي العام بالقيمة، وبمعني الأثر..فقدان الوعي بالحضارة والتاريخ..غياب الشعورالعام باحترام الأثر والفخر به والمحافظة عليه وصيانته، وليس التعامل المليء بالجهل والخرافة والاستهانة حيث التماثيل مجرد»مساخيط» والآثار مجرد»مغارة علي بابا» المليئة بالذهب والمرجان والياقوت!!..للدرجة التي تخرج فيها من ميناء الإسكندرية حاويات دبلوماسية تضم 24 ألف قطعة أثرية، بينها 118قطعة أثرية مصرية نادرة!!..وقبل يومين أحبطت شرطة الآثارمحاولة سرقة السورالحديدي لقلعة صلاح الدين!!..وقبلها تنزع وزارة الآثارالمقتنيات الأثرية بالمساجد،خوفا عليها من السرقات!!..وطبعا العديد من القطع الأثرية المصرية النادرة تعرض في كل مزادات العالم، وتعرض أيضا أبواب قديمة لكنائس ومساجد مصرية أثرية، دون أن يسأل أحد كيف خرجت مثل هذه الآثار؟!وكيف تم تهريبها؟!..تماما كما لم يسأل أحد كيف خرجت من ميناء الإسكندرية كل هذه القطع الأثرية في حاوية دبلوماسية؟!..المصريون الذين حملوها وقاموا بنقلها؟ والمصريون الذين غلفوها؟ وشحنوها؟..أجهزة الكشف الألكترونية(حتي لو حاوية دبلوماسية)التاجروالبائع والمشتري واللصوص جميعا؟!..كل ما أهتمت به الحكومة المصرية في تلك السرقة الضخمة(والتي تم الكشف عنها فور وصولها إلي ميناء ساليرنو بإيطاليا)!!..ما أهتمت به الحكومة المصرية،هو نفي علاقة الخارجية المصرية بالحاوية الدبلوماسية،وتوضيح أنها تخص دبلوماسي إيطالي(لم تعلن التحقيقات بعد التفاصيل والأسماء)!!..كل ما أهتمت به الحكومة المصرية،هوالتأكيد علي أن هذه القطع الأثرية،لم تسرق من المخازن، ولا المتاحف،لكنها خرجت عن طريق عمليات تنقيب غيرشرعية!! المهم دائما أن الجميع يبرئ يده، اما الآثارنفسها، فلا أحد يهتم فعليا لا بالتاريخ ولا بالقيمة!!
الكلمات المتعلقة
المصدر : جريدة الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع