بقلم - عبلة الرويني
هو أقرب للنجومية وكتاب »البيست سيلرز».. لكتاباته جاذبية وحضور، ولكتبه رواج وشعبية وانتشار.. وهو أيضا صاحب »كاريزما» شخصية كمحاضر، يعرف كيف يجذب عقل المستمع وقلبه أيضا.. د.جلال أمين المفكر والكاتب وأستاذ الاقتصاد بالجامعة الأمريكية، شخصية شديدة التفرد والجاذبية برغم اختلاف الكثيرين مع آرائه، كما يتفق الكثيرون معها أيضا.. لكن حضور د.جلال أمين اللافت، هو طريقته المدهشة في التفكير، وفي التعبير عن آرائه بصورة مختلفة، ليست صادمة تماما لكنها استفزازية.. تستفز العقل والتفكير والرؤي.. طريقة متفردة في النظر إلي الأشياء ودراسة الموضوعات، وفي الانقلاب عليها أيضا.. بسط د.جلال أمين الفكر والنظريات الاقتصادية بطريقة جذابة ومبدعة، خرج به من الدوائر الصعبة والمعقدة، ليمنحه بعدا إنسانيا مرتبطا بحياة الناس الاجتماعية واليومية البسيطة، مؤكدا (أن النظريات الاقتصادية التي لا تحسن من حياة الناس، لا قيمة لها).. وكان كتابه (ماذا حدث للمصريين) من أهم الكتب التي صدرت خلال السنوات الماضية، رصد فيه التغيير الاجتماعي الذي أصاب المصريين في الفترة من 1945 إلي 1995 وتبعه بالعديد من الكتب (مصر في مفترق الطرق)، (وصف مصر في نهاية القرن)، (ماذا حدث للثورة المصرية)، (خرافة التقدم والتأخر)، (الدولة الرخوة في مصر).. أكثر من 30 كتابا قدمها د.جلال أمين للمكتبة العربية، كانت مصر هي موضوعها الوحيد، مدافعا في كل ما كتب عن قيم العدالة الاجتماعية والاستقلال الاقتصادي والاستقلال السياسي وحرية العقل، برغم أنه كاتب منحاز تماما، يكتب عما يحب وعما يكره، ويعلن بصراحة (أن لا موضوعية علي الإطلاق، فهناك دائما تحيزات ومصالح وأهواء تجعلنا ندافع عن أفكار، ونقف بالضرورة ضد أفكار أخري).. يكتب جلال أمين قناعاته دائما، حتي لو ذهب بها إلي البعيد وبالغ واشتط، فلا يعتد كثيرا بطه حسين، يراه تغريبيا لا تنويريا!!.. ويقرأ أحيانا الأفلام السينمائية بنظرة محافظة، أو بنظرة شعبوية تنحاز إلي (الجمهور عاوز كده).. لكنه دائما مختلف ومدهش في زوايا النظر وطريقة تناول الموضوعات، وهو جزء من حيوية كتاباته وحضوره ككاتب
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع