بقلم-عبلة الرويني
صحيح أن سينما »فاتن حمامة» بالمنيل، ليست طرازا معماريا فريدا، ولا مبني أثريا تاريخيا، وهو المبرر الذي دفع مالكها لاستصدار ترخيص بهدمها، بعد انتهاء عقد إيجارها مع الشركة العربية 2015!!... ليست مبني أثريا لكنها ذاكرة وتاريخ وذكريات وحكايات.. كانت تسمي سينما (ميراندا) وهي نفسها السينما التي دخلها أنور السادات ليلة ثورة يوليو للتمويه!!.. وفي 1982 تم افتتاحها ثانية، بعد إعادة بنائها لتسع 1100 كرسي، بتكاليف بلغت 600 ألف جنيه، وأطلق عليها سينما »فاتن حمامة» لتكون أول سينما قطاع عام مصرية (درجة أولي) تحمل اسم نجم أو نجمة سينمائية.. وافتتحت بفيلم (عندما يبكي الرجل) بطولة فريد شوقي ونور الشريف ومديحة كامل وإخراج حسام الدين مصطفي... والأهم من صيانة الذاكرة، هو صيانة الواقع والمستقبل، وبناء المئات من دور العرض السينمائي والمسرحي، وإنشاء المتاحف وإقامة المعارض، وليس هدم أو تبديد ما لدينا.. قيمة المدينة أي مدينة بجمال عماراتها وميادينها، تخطيطها المعماري وتنسيقها الحضاري، تماثيلها وجدارياتها وحدائقها وأماكنها الثقافية والفنية.. بالتأكيد أن البرج السكني، أو ربما المول الذي سيتم بناؤه، سيضم سينما، وربما يطلق عليها اسم فاتن حمامة أيضا إن حدث!!.. لكنها زحزحة الثقافة لصالح الاستثمار والاستهلاك وقيم السوق.. التحول في هوية العمارة وسيادة ثقافة »الكمبوند» وبنايات »العولمة» والمول والأبراج العالية وأشجار الأسمنت كما أسماها الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي!!... ومازال هدم فيلا أم كلثوم بالزمالك، وبناء برج سكني عالٍ، شاهدا علي زحف الاستهلاك والتجارة والشطارة وقيم السوق، علي ثقافتنا وتاريخنا وذكرياتنا وذاكرتنا!!.. ولايزال بيان النائب بالبرلمان (قبل أيام) محذرا من هدم المباني التراثية في (مثلث ماسبيرو) لصالح تطوير المنطقة استثماريا وتجاريا.. شهادة أخري عن زمن (فضة المعداوي) والولا (حمو)!!
نقلا عن الاخبارالقاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع