بقلم-عبلة الرويني
كل هذا الخواء.. وكل هذا الحشد الفارغ.. طوابير الغاضبين، وبيانات الحانقين، وحاملي السنج والمطاوي، ومحامي الشهرة، وجمعيات مكارم الأخلاق، لمحاكمة ممثلة ظهرت بفستان (فاضح) في ختام مهرجان السينما!!...
تقدم عدد من المحامين ببلاغات إلي النائب العام ضد الممثلة، باعتبار ما فعلته انتهاكا صارخا للقانون، وإهانة لكل أفراد الشعب المصري!!... وقام عدد آخر من المحامين برفع جنحة مباشرة، متهمين الممثلة بارتكاب فعل فاضح، والتحريض علي الفسق، ونشر الرذيلة!!.. وبسرعة (غير معهودة) تم تحديد جلسة ١٢ يناير المقبل جنح الأزبكية لنظر الدعوي!!... وتقدم أحد نواب البرلمان بطلب استجواب د.إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، بشأن فستان الممثلة!!.. وكأن المطلوب من وزيرة الثقافة، أن تقف علي باب مهرجان السينما للكشف عن فساتين الفنانات ومعاينتها، أو مطالبتها بتحديد زي موحد (يونيفورم) لحضور المهرجان!!... وفتحت نقابة الممثلين تحقيقا داخليا حول الفستان!! وأصدرت أيضا بيانا استنكرت فيه الخروج علي التقاليد في ملابس الفنانات!!
طبعا أخطأت رانيا يوسف في اختيار فستان غير مناسب لحفل المهرجان، أثار انتقاد الجميع.. وهو ما دفعها لتقديم بيان، اعتذرت فيه عن سوء تقديرها واختيارها الخاطئ، والذي لم تتوقع أن يثير كل هذا الغضب، مع تأكيدها علي التمسك بالقيم والأخلاق التي تربينا عليها في المجتمع المصري... وكان ذلك برأيي كافيا لإغلاق الموضوع، وانتهاء الأمر تماما.. لكن أن يتحول الجميع إلي قضاة، وحماة للفضيلة والأخلاق، وجماعات للأمر بالمعروف، مبالغين في اطلاق نيرانهم.. فذلك هو الخواء والزيف، حين لا يتوقف أحد من هؤلاء مدعي الفضيلة، أمام الفساد والقتل والسرقة والاغتصاب، ومئات الجرائم اليومية تعصف بنا.. فقط فستان ممثلة، هو الجريمة التي هزت عرش الأخلاق الحميدة!!
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع