بقلم - عبلة الرويني
سياسة تشكيل اللجان لكل مشكلة صغيرة وكبيرة تواجهنا..لجان تنبثق عن لجان، ولجان عن لجان.. صورة من ثقافة بيروقراطية ممتدة، ونموذج دقيق (لإدارة عموم الزير) دون ضوابط واضحة.. الصورة الظاهرة في تشكيل اللجان، أنها لجان للضبط والتنسيق والفحص والبحث والمراجعة والمراقبة أيضا.. لكن جوهريا من خلال التجربة والممارسة، هي لجان للإرجاء والتسويف والمماطلة وتمييع القضايا، بتوسيع الدوائر، دائرة بعد أخري إلي حد اختفائها، كدوائر الماء!!.. لجنة الدراما التي شكلها المجلس الأعلي للإعلام برئاسة المخرج محمد فاضل، كرقابة فوق الرقابة، لتقليم أظافرالمبدعين والأعمال الدرامية، انتهت إلي استقالة جماعية لأعضاء اللجنة كلها، وإعلان محمد فاضل أن الرقابة علي المبدع هي ضميره!!
بينما اعتذرالكثيرون (حتي الآن) عن رئاسة اللجنة وعضويتها، رافضين فكرة العصا ودورالشرطي، وهو المعني الثابت عن دور اللجنة لدي القائمين عليها، قبل أن يكون هو المعني لدي منتقديها!!
في الأغلب يتم تشكيل اللجان، للمزيد من إحكام السيطرة وإدارة الأمور، وفقا لرؤية محددة وواحدة، تغلق مساحات الحركة والحرية، وتفرض سطوة اللون الرمادي كما فعل الأخ الكبير في رواية 1984 لم يسمح بارتداء الملابس الملونة، لم يسمح بالغناء.. لا شيء إلا الملابس الرمادية، حيث الألوان جريمة!!
وعندما تتعالي الأصوات احتجاجا علي الخطأ، تكون اللجان هي الحل، ليس فقط لتهدئة الأصوات.. لكن لتهدئة الخطأ أو تبريده.. أسبوع بعد آخر تؤجل نتائج لجان فحص مستشفي57357 لتبريد الحكاية أو تبديدها!!.. ومع إعلان وزارة الثقافة عن تشكيل لجان لتنظيم الفاعليات الثقافية، ووضع أجندة سنوية ثقافية.. يتم توسيع الدوائر وتضييق الموضوع وإحكام السيطرة!!
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع