بقلم-عبلة الرويني
عندما تطالب د.إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة في كلمتها بافتتاح مهرجان الجونة السينمائي..عندما تطالب المهندس سميح ساويرس بإقامة مهرجان آخر للموسيقي بالجونة..وتتابع: ياريت نشارك بعضا في إقامة مهرجانات مختلفة!!.. فليست هذه مجرد عبارات مجاملة، ولا مجرد تقدير واعتراف تقدمه وزيرة الثقافة لنجاح مهرجان الجونة السينمائي..لكن عبارات الوزيرة تحمل ضمنيا اعترافا آخر،بضعف مهرجانات وزارة الثقافة السينمائية والموسيقية والمسرحية،وعدم قدرتها علي تحقيق مثل هذه النجاحات!..وبالتأكيد أن نجاح مهرجان الجونة، أو أي مهرجان،أو نشاط فني وثقافي،هو إضافة للحياة الثقافية والفنية ودعم لها، ودعم للمهرجانات والأنشطة الأخري حين تتطلع إليها..ودرس مهرجان الجونة السينمائي الذي ينبغي النظرإليه،ليس(شوية فلوس)ولا دعم رجال الأعمال(رغم أهمية التمويل بالتأكيد)لكن نجاح مهرجان الجونة الأساسي، والذي استطاع خلال دورتين فقط،أن يضع نفسه بخصوصية علي خريطة المهرجانات السينمائية..نجاح مهرجان الجونة هو طموح أصحابه وإيمانهم بمعني وقيمة وأهمية مايقدمونه..نجاح مهرجان الجونة هو(إدارته) وقدرتها علي صناعة النجاح،هو الدقة والانضباط والتنظيم والتنسيق والجدية والاهتمام..وهو بالضبط ماتفتقده كل المهرجانات الثقافية والفنية في مصر!!..ولعل اللجنة العليا لتنظيم المهرجانات التي شكلها رئيس الوزراء قبل أسابيع، تضع أمامها مفهوم وفلسفة تنظيم المهرجانات والهدف من وراءها..وأنها ليست لجنة تراخيص، تحدد عدد المهرجانات المسموح بإقامتها، أوحجم الدعم الذي يمكن أن تقدمه الوزارة للمهرجان..لكن عليها أن تبحث في سبل تطوير وارتقاء وتنظيم المهرجانات القائمة بالفعل،لتصويب مسارها والدفع بها نحو تحقيق النجاح.
نقلا عن الاخبارالقاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع