بقلم - عبلة الرويني
مباراة المنتخب المصري وروسيا تشبهنا تماما..منتخب كرة القدم يشبه منتخب التعليم..يشبه منتخب الصحة ، ومنتخب الصناعة ،ومنتخب الزراعة ،ومنتخب الإعلام وكافة تفاصيل حياتنا!!..ثمة حماس وانفعال(وعنتريات ماقتلت ذبابة)لكن دون قدرة علي إكمال الشوط لنهايته..نبدأ ولا نكمل ، نبدأ ولا ننتهي..نفتقد في الأغلب الجدية ،واللياقة ، والطاقة الفاعلة ، نفتقد القدرة الواعية علي إدارة الموقف والإحساس العميق بالمسئولية...نفعل كل شيء بالشعارات والهتافات وانتظار المعجزات ، ونؤسس الكثيرمن خطواتنا بالدعاء والحماس وتظاهرات الاستعراض والاستخفاف والتطبيل الأجوف(يكفي فتح معسكرالمنتخب ليلة مباراة روسيا ، لزيارة وفد الفنانين ورجال الأعمال والإعلاميين ،والتصويرمع لاعبي المنتخب)!!..
منذ بداية الشوط الثاني للمباراة (مصر/روسيا) وكأننا فريق آخر ، فريق من المغيبين ، فاقدي التركيزوالتدبير(3 أهداف في مرمانا خلال 12دقيقة)..حالة من التوهان والتشتت ،الي الحد الذي أهدينا للفريق الروسي الهدف الأول في مرمانا!!..وكان ذلك كافيا ليفقدنا الثقة والتوازن والاتزان!!..وبرغم انتظارنا جميعا لمحمد صلاح ، معلقين في رقبته كل أحلامنا وأمالنا وانتظارالمستحيل ، فقد ظل طوال المباراة حذرا وخائفا ، يخشي الإشتباك مع اللاعبين الروس ، ويخشي الوقوع علي الأرض ، ويخشي الحركة المفاجئة والاقتراب من كتفه الأيسر..وهو معذوربالطبع ، فلا تزال إصابة الكتف ،ولم تكتمل جاهزيته تماما!!..ثم إن عصفورا واحدا لا يصنع ربيعا ، فما بالك والعصفورالوحيد بعافية!!
ليست هي الدول الفقيرة والدول الغنية ، فالمكسيك التي أطاحت بألمانيا هي دولة فقيرة ، وكل دول أمريكا اللاتينية ليست دولا غنية إقتصاديا ، لكنها الأكثر ثراء في كرة القدم...إنها الإدارة والمسئولية والإنضباط والجدية والعقلية المنظمة.
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع