بقلم-عبلة الرويني
رحل حسن كامي في هدوء، كما عاش في هدوء، فنانا مبدعا وأنيقا وراقيا، يليق بمغني أوبرا، لعب بطولة ٢٧٠ أوبرا عالمية.. لم تفارقة الابتسامة والطيبة والأمل علي امتداد سنوات حياته، برغم فجيعته برحيل ابنه الوحيد شريف قبل سنوات بعيدة، ثم رحيل زوجته نجوي أيضا، وكانت الحبيبة والسند، لم يتوقف عن زيارة قبرها في كل يوم جمعة، ولم ينقطع عن كتابة الرسائل اليها بعد رحيلها!!.. عاش لها ومعها، واختار في السنوات الأخيرة أن ينسحب تقريبا من الحياة العامة والحياة الفنية..من الغناء الأوبرالي، ومن التمثيل، ومن الظهور الإعلامي.. واختار ان يقضي يومه كاملا في مكتبته (المستشرق) بشارع قصر النيل بوسط البلد.. اشتراها خصيصا لتنشغل زوجته بإدارتها بعد رحيل الابن.. يذهب حسن كامي كل صباح إلي المكتبة، يلقي التحية علي صورة زوجته المعلقة علي الحائط، ويمارس ما كانت تفعله من إدارة المكتبة.. هو أيضا عاشق للكتب القديمة النادرة، تضم المكتبة أكثر من ٤٠ الف كتاب نادر من كتب التاريخ والمخطوطات والصور، منها كتاب مساجد مصر الذي تجاوز سعره ٣٥ الف دولار(٦٠٠ الف جنيه) لكنه رفض بيعه.... قضي حسن كامي سنواته الأخيرة وسط الكتب يتصفح بعضها، قرأ الجبرتي ٥ مرات متواصلة... وبالطبع يستمع إلي الموسيقي حياته الأخري، أو حياته الأولي التي جعلت منه واحدا من رموز الغناء الأوبرالي في مصر والعالم، مشاركا في بطولة ٢٧٠ أوبرا عالمية علي مسارح مصر وإيطاليا والاتحاد السوفيتي وفرنسا واليابان والدنمارك وأمريكا وكوريا وبولندا.
نقلا عن الاخبار
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع