بقلم-عبلة الرويني
يفعل نجيب ساويرس ما يجب أن تفعله وزارة الثقافة ، ليس لأنه يمتلك أموالا لا تمتلكها الدولة.. لكن لأن هناك عقلية تعتني وتقدر وتصون القيمة الثقافية... قبل ٥ سنوات أطلق ساويرس جائزة باسم الشاعر أحمد فؤاد نجم.. وهذا العام في احتفالات الدورة الخامسة للجائزة ، أطلق مبادرته لإقامة متحف نجم... قام ساويرس بشراء البيت الذي أقام فيه نجم (بالمقطم) لتحويله إلي متحف ، يضم أعمال الشاعر ومتعلقاته وتذكاراته ، وناشد الجميع ممن يمتلكون صورا أو مخطوطات أو تذكارات لنجم ، أن يتقدموا بها لضمها إلي المتحف ، المنتظر افتتاحه خلال أشهر قليلة... بينما مر أكثر من ١٢عاما علي موافقة وزارة الثقافة علي إنشاء متحف نجيب محفوظ ، ولم يفتتح حتي الآن!! رغم قيام أسرته بإهداء كافه مقتنيات محفوظ ومخطوطاته وصوره وجوائزه وأوسمته إلي المتحف منذ ١٢ عاما!!.... ولسنوات طويلة بحت أصوات الكتاب والمثقفين في مطالبة وزارة الثقافة بتخصيص بيت لكبار المبدعين الراحلين (توفيق الحكيم ، يحيي حقي ، صلاح عبد الصبور ، محمود حسن إسماعيل ، امل دنقل ، يوسف إدريس ، إبراهيم أصلان.....) لتحويله إلي متحف ، يضم أعمالهم وأرشيفهم وتذكاراتهم ومخطوطاتهم ويصون ذاكرتهم وتراثهم... وأيضا لم تستجب وزارة الثقافة ، رغم حرص أسر هؤلاء المبدعين علي إهداء المتحف (المنتظر) كل وثائق ومقتنيات وأرشيف المبدعين!!... ولا حياة لمن تنادي ليس فقط بالنسبة (لمتحف المبدعين) لكن أيضا في صيانة بيوت المبدعين القائمة ، وحمايتها من التبديد والإهمال والهدم والانهيار ، كما حدث لفيلا أحمد رامي ، وبيت بيرم التونسي بالإسكندرية ، وبيت محمود سامي البارودي ، وبيت سيد درويش بالإسكندرية!!... صحيح أن وزارة الثقافة وضعت لافتات نحاسية أنيقة في مدخل بيوت كثير من المبدعين الراحلين (هنا عاش الأديب...) لكن صيانة تراثهم وذاكرتهم وأرشيفهم ، مهمة ثقافية واجبة.
نقلا عن الاخبارالقاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع