توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عربون قطر لتوبتها الأميركية

  مصر اليوم -

عربون قطر لتوبتها الأميركية

بقلم - فيصل العساف

ما ذكره حمد بن جاسم لمعمر القذافي في التسريب الشهير، عن علاقة الدوحة بإسرائيل، نجح- على عينك يا تاجر هذه المرة- في «تخفيف الضغط الأميركي عن قطر»، لكن مع كثير من التضحيات، وفي مقابل حفنة «كبيرة جداً» من بلايين الدولارات.

المحزن، وآخر ما كانت «رباعية المقاطعة» ترجوه أن يضطر «الأشقاء» إلى بذل تنازلاتهم «عن يدٍ وهم صاغرون»! ما الذي كانت تريده الدول الأربع، التي تقاطع قطر، من قطر؟ ليس أكثر من تخليها عن دعم الإرهاب، ووقف التحريض. هذه باختصار الخطوط العريضة، التي بصمت الدوحة بالموافقة عليها منذ عام 2013 في الرياض، لكنها لم تفِ بالوعود، ونكثت بكل العهود التي قطعتها، لتجلس أخيراً على كرسي الاعتراف في المنظمة الصهيونية الأميركية، تحلف لأعضائها أغلظ الأيمان أنها توقفت عن دعم جماعة «الإخوان المسلمين»، وتطلب منهم مسح دعمها مشاغبات «حماس» في وجه جهلها، متعهدة بطرد «الحمساويين» الذين يقيمون في قطر خلال «دقيقة» من طلب الأميركان ذلك، هذا ما أكده رئيس المنظمة مورت كلاين!

بقي أن تتوقف حملات التحريض الفج، الذي تقوده السلطات القطرية ضد الدول الأربع، وهذا في طريقه إلى الزوال، كما هو متوقع، وبخاصة بعد تصريحات الوزير ريكس تيلرسون، الذي لمح إلى ذلك في مؤتمر صحافي بعد التوقيع على بيان الحوار الإستراتيجي الأميركي- القطري.

الإدارة الأميركية هي الثالثة بعد طهران وأنقرة، التي شهدت عن قربٍ الرعب في عيون ما يسمى «تنظيم الحمدين»، فما كان منها إلا أن «طبطبت» على صدره، مطمئنة إياه، بعد أن أخذت عليه كامل التعهدات اللازمة، بالعمل على حماية «وحدة التراب القطري» من كل ما من شأنه أن يقوض استقراره.

نستطيع الجزم هنا بأنه لم يكن ليغيب عن الأميركيين أن دول المقاطعة ليس في نيتها الاعتداء على دولة قطـــر إطـــلاقاً، وإلا فـــإنها لم تكن مضطرة إلى الانتظار مدة تســـعة أشهر، حتى ولادة هذا الاتفاق!

يعلم الأميركيون جيداً أن الذي «يهدد» وحدة تراب قطر، من وجهة نظر سلطتها الحاكمة، هم شرفاء قطر، الذين جرى سلخهم عن محيطهم عنوة، بل وسلبهم حرية التفكير، لمصلحة «الخلطة» الغريبة التي جمعت على أرضهم ضلالات الإخوان، وطموحات القوميين العرب، حتى باتوا مغلوبين على أمرهم، سواء بقوة النفي القسري، عبر حملات سحب الجنسيات، أم من خلال ممارسة أشكال الضغط الجسدي والمعنوي كافة تجاه الصادحين بالحق، كما حصل- على سبيل المثال لا الحصر- مع الحجاج القطريين، الذين تمت إهانتهم والتنكيل بهم، بسبب ثنائهم على حفاوة استقبال السعوديين.

في ما يبدو أن الأميركيين تمكنوا من تحقيق غاياتهم المرجوة، بداية من التوقيع في حزيران (يونيو) من العام الماضي، بعد أسابيع فقط من المقاطعة، على اتفاق لمكافحة تمويل الإرهاب، التي كانت قطر تماطل في التوقيع عليه سنوات، وانتهاء بضرب ما يطلق عليه «الـــسيادة القطرية» عرض الحائط. جاء ذلك في التعهد «الحمدي» بتحويل قاعدة العديد إلى ما يشبه المدينة «الترفيهية» للجنود الأميركيين وعائلاتهم، شرط أن يبقوا فيها أطول وقت ممكن.

يمكن القول أيضاً إن الاتفاق «الأمريكطري» يعد ضمانة لإنهاء الاحتلال الإيراني، الذي هرعت إليه الدوحة، العاصمة الثانية بعد دمشق، التي يزعم الإيرانيون أنهم ساهموا في الخفاظ عليها من السقوط!

قطر قدمت إسماعيل هنية على طبق من ذهب للائحة الإرهاب الأميركية، وبدوره يسعى تيلرسون إلى أن يقدمه لرباعية المقاطعة بوصفه عربون توبة قطرية، لكنه، وهو الذي عاد بخفي حنين من المنطقة في بداية الأزمة، يعي أنه لن يجني سواهما حتى تغير قطر مسلكها الطامح إلى تقويض أمن جيرانها. ولعل الوقت مناسب الآن لكي تتم مكاشفتها بحقيقة أن إسرائيل في الشرق الأوسط «واحدة»، لا كما تحاول قطر أن تبدو، أو تطمح حملة العلاقات، التي يقودها ممثلون عنها في أميركا، إلى تصويرها.


نقلا عن الحياة اللندنية

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عربون قطر لتوبتها الأميركية عربون قطر لتوبتها الأميركية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon