توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

غازي القصيبي وإن طال السفر

  مصر اليوم -

غازي القصيبي وإن طال السفر

بقلم - فيصل العساف

عادة يجري تكريم البارزين بعد رحيلهم، وكأن المجتمع اكتشف امتيازهم في شكل مفاجئ، ليقرر تخليد ذكراهم في حفلة تأبين، غالباً ما يستحضر فيها المعزون شعار: «أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي أبداً»، تلك المقولة التي خلدها الإهمال والتغافل والمصالح الخاصة الضيقة. في حالة الأديب السعودي الوزير رجل الدولة والتنوير الدكتور غازي القصيبي، لم يكن الاحتفاء به في حياته هو المطمع، أقصى طموحات المنصفين كانت المطالبة في إفساح المكان أمام التنوع الذي رفع لواءه، والسماح لفكرة النهر الآخر بالجريان.

كان الذين يقـفـــون في المنتصف مشغولين فــــي محــــاولة فك الاشتباك الذي افتعلته تجــــاهه منابع الرأي الواحد، التي سادت ردحاً مــــن الزمـــن بقوة خلق الأعداء، بعد أن أغلقت - باسم الإسلام - أبواب قبول المختلف، وفتحت المجال على مصراعيه للتنقيب عن الخلاف، في محاولة حثيثة لوأد الرؤى الجديدة في مهدها مادامت تعريهم وتساهم في إسقاط قناع التدين عن وجوههم لتعيدهم إلى زاوية السياسة التي ينطلقون منها في الأساس.

واجه القصيبي أمواج الإقصاء العاتية، التي مورست ضده، بثبات «يُدرّس»، نقض من خلاله قاعدة الانحناء للعاصفة، فالرياح ليست هي من ترسو بالسفينة، وإنما مهارة القبطان وشجاعته في تحدي عقبات المخذلين، التي يتم وضعها في طريق صناع الحياة. من أخلاقيات القصيبي، أنه لم يسع إلى نبذ مخالفيه باستـــغلال حظوته لدى ملوك السعودية، الذين تعاقبوا على منحه ثقتهم، كان قلمه هو عدة حــــربه في مواجهة من ناصبوه العداء، يتوشحه كلما ضاقت عليه أرض الخصومة بفـــــجور المخالفين فيها، وحيداً في معركة تبــــدو أشبه بالخاسرة، كان كالقافلة التي تقتحم غبراء الصحراء، صامداً لا يلوي على شيء، لم تحمله مشاغبات القوم على الضغينة، حتــــى القضاء، الذي كان سينصفه أمام افتراءات القادحين في دينه وعرضه ونياته، لــــم يطرق بابه يوماً، وليسمح لي ولي العهد الســـعودي الأمير محمد بن سلمان، في استعارة الهاتفين اللذين أخرجهما من جيبه في حفلة إعلان مدينة «نيوم»، لشرح أعمق عن الفرق بين منهج القصيبي، الذي أثمر عملاق «سابك» للحديد والصلب والبتروكيماويات، التي عمل ويعمل فيها آلاف من السعوديين، وبين جوقة الرداحين التي نالت منه طوال 30 عاماً، وكان التشريك والتفخيخ والتفجير وهدم الإنسان والأوطان نتاج فكرها التحريضي الأحادي.

أخيراً، جاء إقرار وزارة التعليم لكتاب «حيــــاة في الإدارة» للدكتور غازي القصيبي، ضــــمن مادة المهارات الإدارية لطلاب المرحلة الثانــــوية، ليشكل انتصاراً للحقيقة التي أزهقت باطل حقبة مليئة بنشر التشدد المقصود بعينه، فكانت حفلة تدشين القرار بمثابة «العشاء الأخير» لمفهوم الرفض الاجتماعي، الذي تبنت من تسمي نفسها «الصحوة» أبجدياته. في الواقع، لم تستطع الحملات الموجهة والمنظمة أن تحجب شمس القصيبي، التي أشرقت على العقول، لقد اخترق سطوعها حصون الظلاميين أيضاً، عندما وسعت حكمته حتى الذين باعوا أنفسهم على أهوائهم بثمن بخس، ليلقى الله على فراش وثير من التصالح مع الذات، والأنفة عن الأحقاد، تحفظ له ذاكرة جميع السعوديين إخلاصاً منقطع النظير لله، ثم للوطن وولاة الأمر فيه.

نقلا عن الحياه اللندنيه

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غازي القصيبي وإن طال السفر غازي القصيبي وإن طال السفر



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon