توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قطر وماكينة التضليل الإعلامي

  مصر اليوم -

قطر وماكينة التضليل الإعلامي

بقلم - د. جبريل العبيدي

توظيف الإعلام واستخدامه كسلاح لا يقل خطورة عن البنادق والمدافع، في كثير من الأحيان، خصوصاً إذا تلقَّى الأموال بغير حساب. 
لهذا دأب النظام القطري على ضخ الأموال للسيطرة على خطاب الإعلام الفضائي خاصة، منذ انطلاق «جزيرة» قطر وأخواتها، في محاولة للسيطرة على ماكينة صناعة الخبر وفبركته، للسيطرة على المجتمع عبر حزمة من الأخبار والتحقيقات التي تفتقر إلى المهنية والشفافية وحتى المصداقية، ولعل ما نشرته صحيفة «لوموند» الفرنسية عن عزمي حنا بشارة، الذي يحمل الجنسية وجواز السفر الإسرائيلي، والنائب السابق في الكنيست الإسرائيلي، والمقيم في قطر، الذي يدير «إمبراطورية» إعلامية مموّلة من الدوحة، والذي اعترف بأنه يستخدم هذه الإمبراطورية للتأثير على الرأي العام، أكبر دليل على ذلك.
النظام القطري سعى إلى الاستحواذ على الإعلام الغربي وشراء أسهم فيه، مثل مؤسسة وصحيفة «الغارديان»، وكذلك قام بتمويل معاهد ومؤسسات ليس آخرها تمويل قطر مؤسسة بروكينغز (Brookings Institution)، من خلال رؤية «العودة إلى لعبة الشرق الأوسط العظيمة» لمارتن س. إنديك، وهو نائب مدير عام بمعهد بروكينغز بواشنطن العاصمة، وسفير الولايات المتحدة السابق لدى إسرائيل لفترتين، بحيث يمكنها توجيه الإعلام الغربي عبر مؤسساته.
التضليل الإعلامي وتجزئة الصورة وبعثرتها يقدم مشهداً مزيفاً للحقيقة، وهذا ما يصنعه إعلام 
النظام القطري عبر فضائيات وحسابات مواقع التواصل والمنصات الإعلامية المتنوعة التي أغدقت الأموال عليها بغير حساب، لدرجة أنها فاقت عشرة مليارات دولار، والتي تنتشر كاضطرام النار في الهشيم، تنقل الخبر الكاذب وتهوّله، وتحشد جوقة من تجار الكلمة والقلم تحت مسميات مختلفة تتنوع بين محللين، وصحافيين، ومفكرين، وخبراء في الشأن السياسي والاقتصادي، بل وحتى شهود زور، وأغلبهم يمارس الكذب والتدليس والتضليل، تنفيذاً لأجندات مشبوهة ومثيرة للفتنة في بلاد العرب والمسلمين خاصة، مستخدمةً تنظيم الإخوان وأتباعه ومحبيه وأنصاره.
النظام القطري استخدم خطاب الكراهية من خلال صناعة ونشر أفكار وأخبار مميتة، تنتهي إلى حالة من الديماغوجية والفوضى، التي سيكون تأثيرها في المجتمع أخطر من بنادق تضرب هنا أو هناك، ففي حين قال مارتن لوثر كينغ: «علينا أن نتعلم العيش معاً كإخوة أو الفناء معاً كأغبياء»، كان خطاب «الجزيرة» القطرية وصويحباتها يسعى إلى الخيار الثاني من كلام لوثر كينغ.
وعلى الرغم مما صرح به الرئيس الأميركي بخصوص تمويل الإرهاب والفكر المتطرف بقوله: «خلال رحلتي الأخيرة إلى الشرق الأوسط، ذكرت أنه لا يمكن أن يكون هناك تمويل للفكر الراديكالي»، فإن النظام القطري موّل ولا يزال الكثير من قنوات الفتنة وخطاب التحريض، ومنها قنوات تخاطب الشارع الليبي، وتزرع الأحقاد بين القبائل والمدن عبر خطاب دموي تنهجه ربيبات «الجزيرة» القطرية الموجهة إلى ليبيا، ومنها قناة «النبأ» التي يديرها بلحاج أمير الجماعة الليبية المقاتلة، وقناة «التناصح» التي يديرها نجل المفتي المعزول، والتي تقوم باستضافة مجموعات لها مواقف عدائية من الدولة والجيش وحتى الشعب، بعضهم يعاني من فصام عقلي، جراء وجوده فترة طويلة في سجون النظام السابق، ويحتاج إلى إيواء في مصحة عقلية وتأهيل نفسي، وليس استضافته كخبير سياسي أو خبير عسكري يستغفل المشاهد بتحليلات لا يقبلها عقل سليم.
لا يمكن للنظام القطري الاختباء خلف إصبعه، حتى وإن ظن ذلك، ولن يستمر في تمرير الكذب المكرر ونشر الصورة المجزأة، عبر أذرعه الإعلامية المختلفة، لأنها تلوث المشهد الإعلامي السمعي والبصري.

 

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قطر وماكينة التضليل الإعلامي قطر وماكينة التضليل الإعلامي



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon