توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ليبيا واقتصاد النفط الريعي

  مصر اليوم -

ليبيا واقتصاد النفط الريعي

بقلم - د. جبريل العبيدي

ليبيا رغم أنها تطفو على بحيرة نفط، تمثل أكبر احتياطي نفطي في أفريقيا، وفقاً تقرير «بريتيش بتروليوم» لسنة 2018، تمتلك ليبيا أكبر احتياطيات من النفط في أفريقيا بطاقة إنتاج بلغت 48.4 مليار برميل، فإن سياسة الاقتصاد الريعي، وغياب الاقتصاد الإنتاجي، جعلها تعاني من مشكلات اقتصادية كبيرة، تسببت في انهيار الدينار الليبي أمام العملات الأجنبية، رغم وجود احتياطي ضخم، يشكل عشرة أضعاف بعض دول الجوار التي قفزت عملاتها المحلية على الدينار الليبي؛ والسبب لأن الاقتصاد الريعي هو اعتماد الدولة على مصدر واحد للريع، وغالباً ما يكون مصدراً طبيعياً مثل النفط، فهو نمط اقتصادي يعتمد على الموارد الطبيعية دون الحاجة إلى الاهتمام بتطويرها، والاهتمام باستثمار العائد منها، وبخاصة أن نضوبها، ليس بالمستحيل أو البعيد، في ظل وجود دراسات تؤكد قرب نضوبه وانتهاء الحاجة إليه في ظل وجود مصادر طاقة بديلة؛ فالنفط مرتبط بعمر زمني، لا يمكن تجاهله، وبالتالي لا بد من التسريع في التوافق السياسي، قبل فوات الأوان من أجل بناء ليبيا، التي تعاني من انهيار البنية التحتية، وافتقارها حتى لشبكة صرف صحي ولطرق وشبكات السكك الحديدية التي تربط البلاد المترامية الأطراف.
فالمشكلة في الاقتصاد الريعي، غالباً ما تتولد عنه ثقافة موازية، هي ثقافة الكسل والاتكالية و«الاستحقاق» دون عمل أو إنتاج، فيصبح المواطن يطالب بحقه في الاقتصاد الريعي، أي النفط، دون تقديم أي خدمة، ويتعامل مع ثروة بلاده من الاقتصاد الريعي على أنه ميراث عائلي، فتتشكل حالة بطالة مقنعة بحقه في المال العام، طالما سينال «نصيبه» أو ما يراه «حقه» فيه دون تعب أو مشقة.
ففي ليبيا اقتصاد النفط الريعي، في ظل وجود نخبة سياسية «حاكمة»، تحاول الإمساك والسيطرة على الريع والاستحواذ عليه، فنشبت معارك ومحاولات الاستيلاء على الهلال النفطي، باستخدام ميليشيات محلية، يقودها المتمرد الجضران وهو سجين سابق في قضايا جنائية، استخدمته أطراف محلية، تتبنى العنف، مثل جماعات الإسلام السياسي، مثل «سرايا الدفاع عن بنغازي»، وهي تحالف من المقاتلين لهم صلات مع تنظم أنصار الشريعة، المبايع لـ«داعش»، والتي سهلت له التواصل مع قيادات إرهابية مثل مختار بلمختار، أمير الموقعين بالدم، ومن أقوى زعماء عصابات التهريب في منطقة الصحراء، الذي شارك في الهجمات على الهلال النفطي، صحبة قوات المتمرد التشادي تيمان أرديمي في معارك تم تمويلها بأموال وسلاح قطري.
النفط الليبي رغم أنه مصدر الدخل الريعي، فإنه يتعرض لحالات توقف الإنتاج أو إيقافه للأسباب ذاتها، ليس آخرها إيقاف تدفق النفط والغاز من حقل الشرارة النفطي جنوب غربي ليبيا، بخسارة تقدر بنحو 30 مليون دولار يومياً، ستسهم في سوء الحالة الاقتصادية للبلاد، رغم أن أسباب الإيقاف تنطلق من حالة الشعور بالغبن والاستحواذ عليه في العاصمة طرابلس، وتهميش الباقي، وسياسة الحكومات في اختزال ليبيا في طرابلس وما جاورها، رغم أن منابع النفط خارجها؛ مما تسبب في غضب برقة وفزان حيث منابع النفط، وغياب أي مشروعات تنموية تذكر، منذ سنين، لا تحمل وزرها فبراير (شباط) وحدها، بل كانت سياسة منهجية لسبتمبر (أيلول) القذافي.
في ليبيا، والنفط المعادلة الصعبة، محاطة بلعنة النفط، التي هي وراء التدخل العسكري، الذي أسقط الدولة والنظام معاً، في فبراير 2011، وتسبب في حالة فوضى، التي لا تزال مستمرة وطالت خبير النفط والاقتصاد، الإصلاحي الليبي شكري غانم، الذي وصفته لوموند بـ«الميت الذي ما زال يتكلم»، شكري غانم ضحية النفط، عقب إسقاط نظام القذافي، والذي كان مقتله لإغلاق ملف عوائد النفط، ليسهل التلاعب فيها.
لتبقى أزمة ليبيا في ظل اقتصاد ريعي وغياب دولة ريعية بالمفهوم الاقتصادي، ستبقى ليبيا تعاني من مشكلة الاتكالية على الرِّيع، كنتيجة لإنتاج الريعي يستغل الموارد الطبيعية دون البشرية، ما لم يحدث توافق وطني للخروج من ظلمات الاقتصاد الريعي.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليبيا واقتصاد النفط الريعي ليبيا واقتصاد النفط الريعي



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon