توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السقوط في مستنقع باليرمو

  مصر اليوم -

السقوط في مستنقع باليرمو

بقلم - د. جبريل العبيدي

انتهى جمع باليرمو دون أن يحقِّق شيئاً سوى خروج قطر وتركيا بخفَّي حنين، ولم يكن لهما حضور في الترتيبات الأمنية؛ فماذا تريد هاتان الدولتان من ليبيا وما علاقتهما بها؟ لماذا تحضر قطر، وهي أصل البلاء الذي حل بالبلاد؟! فما فتِئَت هذه الدولة تزوّد الإرهابيين بمختلف فئاتهم بالسلاح والمال طيلة سبع سنين عجاف على الليبيين، للعبث بأمن ليبيا، في غياب الدولة التي سحق «الأطلسي» بنيتها التحتية سحقاً في كل ربوع البلاد.
انتهى «باليرمو» إلى الفشل، وهذه نتيجة متوقَّعة لتجريب المجرّب، وانتظار نتائج مختلفة؛ فاجتماع «باليرمو» هو نسخة مكرّرة من «الصخيرات» ومنافِسة وانقلاب لاجتماعات وتفاهمات باريس.
ففي باليرمو رفض قائد الجيش الليبي حضور الاجتماع، وشارك في اجتماع ثانٍ آخر مصغّر خُصص للأمن، حيث رفض إشراك مندوبي قطر وتركيا، مما دفع الأخيرة إلى الانسحاب من المؤتمر.
الحل في ليبيا، وليس في باليرمو التي ترتبط بتاريخ استعماري سيئ لليبيين، حيث تم نفي آلاف الليبيين إليها زمن الاستدمار الإيطالي لليبيا، وأختلف مع توصيف رفض قائد الجيش الليبي حضور اجتماعات باليرمو بـ«التسبب في الإرباك للقائمين على اجتماع باليرمو حول الأزمة الليبية، بعقد اجتماعات أمنية (موازية)»؛ فالاجتماع في الأصل أمني، ورؤية المشير حفتر قائد الجيش الليبي واضحة وصحيحة، كونها تنطلق من عمق الأزمة الليبية، وبالتالي ليست خطة روسية، كما يتوهَّم البعض الذي اعتاد تتبع خطا تركيا وقطر دون تفكير، فقائد الجيش رفض وجود هؤلاء، لعبثهم بالمشهد الأمني الليبي الذي هو أساس الأزمة، في ظل تأخُّر وتراجع واضح للدور الأميركي في رعاية الحل في ليبيا، حتى ولو عبر الحضور، فأميركا اختارت الابتعاد منذ فترة عن الملف الليبي، وتركته للعبث الأوروبي الإيطالي، خصوصاً بعد إعلان واشنطن إطلاق يد إيطاليا في ليبيا، وكأن ليبيا «عزبة» أو مزرعة أميركية تهبها لمن تشاء... فليبيا اليوم للأسف أصبحت محطة نزاع بين كثيرين، على رأسهم إيطاليا وفرنسا وأنصارهما في الدول الإقليمية، الأمر الذي يجب أن يستنهض هِمَم الليبيين الوطنيين لنفض غبار هؤلاء المتصارعين على الكعكة الليبية، ولملمة الشمل والعض على الجراح والتصالح بين الليبيين دون وسطاء كهؤلاء، وإلا أصبحت ليبيا ساحة حرب بين هؤلاء، الذين لم ولن يتفقوا، خصوصاً في ظل موقف ضبابي أميركي.
انتهى جمع باليرمو بالتفرُّق من دون نتائج تُذكر أو يُعوَّل عليها، ولعل هذا استبقه المبعوث الأمميغسان سلامة بالقفز نحو ما يسميه «المؤتمر الجامع» الذي لا يعرف أحد عدد المدعوين إليه ولا من يمثلون، مما ينبئ بالمزيد من الضبابية في المشهد الليبي، ولا يُنبِئ بحل قريب، طالما راعي الحل (البعثة الدولية) يتبنى الغموض والضبابية دون الشفافية والوضوح.
انفضَّ اجتماع باليرمو بخيبة أمل للإسلام السياسي الذي يريد أن يغرس براثنه الدموية في الجسد الليبي، عزاؤهم كان في فشل المؤتمر الذي جاءوا إليه بعقول مخططات التنظيم الضالّ وحِيَله الإجرامية.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السقوط في مستنقع باليرمو السقوط في مستنقع باليرمو



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon