توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ليبيا وتغييب منصب الرئيس

  مصر اليوم -

ليبيا وتغييب منصب الرئيس

بقلم - د. جبريل العبيدي

تغييب منصب الرئيس يبقى جزءاً مهماً من اللازمة الليبية الحالية، التي لها أطراف كثيرة، يمثلون الدولة العميقة، التي هي دولة داخل الدولة، لا تتردد عن استخدام العنف للتأثير في المشهد السياسي والنخب السياسية، لضمان تحقيق مصالحها، في ظل وجود أغلبية سياسية وشعبية صامتة.
فليبيا من الملك الصالح إدريس الأول، طيب الله ثراه، إلى الرئيس الأخ القائد «رئيساً مدى الحياة»، طيلة أربعة عقود كادت تمتد حتى بعد وفاته عند أنصاره، كما سمي كيم إيل سونغ الرئيس الأبدي للجمهورية بعد وفاته، إلى بلد بلا رئيس ولو ليوم واحد، منذ سبع سنين عجاف، وأصبح معها تغييب منصب الرئيس ديدناً وخطة مستمرة منذ فبراير (شباط) 2011 وحتى يومنا هذا ليبيا بلا رئيس، بدءاً من ظهور المجلس الانتقالي ووريثه المؤتمر الوطني، وهم جميعاً يتفننون في تغييب منصب الرئيس... وترجع كلمة «رَئِيس» في اللغة العربية إلى الجَذْر (ر أ س) و«الرأْسُ من كل شيء، أي رئيس الدولة Head of state، وهو قائد الدولة وهو السلطة التي تمثل الدولة أمام بقية العالم، من خلال المشاركة بذاته أو من خلال مندوبين عنه وفق نظام الحكم».
في ليبيا لسبع سنين عجاف منصب الرئيس غائب أو مغيب بذرائع شتى، ولكنها في النهاية تصب في مصلحة تنظيم الإخوان الفاقد لشعبية تؤهله لضمان شخصية تتبعه، يمكن أن تكون الرئيس الضامن لمصلحة وسياسة التنظيم، ولو كان من خارج التنظيم، ولكن ليس خارج صفة محب أو صديق للتنظيم. ليبيا البلد العربي الذي لا رئيس له بعد، والأسباب كثيرة التقى فيها التنظيم الشرس مع جماعات أخرى لا يخدم مصلحتها وجود رئيس منتخب من الشعب مهمته الفصل بين السلطات الثلاث؛ التشريعية والقضائية والتنفيذية، ويمكنه حل البرلمان في حالة انتهاء ولايته ويمكنه ضمان السلطة من الفراغ السياسي.
التلاعب بتغييب منصب الرئيس يهم أطرافاً مستفيدة كثيرة، فأصبح رأس السلطة (الهجينة) المجلس الانتقالي (سلطة الأمر الواقع في فبراير غير المنتخبة) التي لم يُعرف تصنيف وظيفي واضح لها، هل هي سلطة تشريعية أم تنفيذية أم الاثنين معاً؟ وأصبح معها رئيس المجلس الانتقالي في حينها ينتحل صفة رئيس الدولة والقائد الأعلى للجيش، بالإضافة إلى صفة رئيس المجلس، وظائف وسلطات ثلاث في منصب واحد، وتكرر المشهد عند وريثه المؤتمر الوطني العام، ثم البرلمان، إلى أن جاء «اتفاق الصخيرات»، فنازع البرلمان في منصب الرئيس المغيب أصلاً، كل من مجلس الدولة الاستشاري والمجلس الرئاسي، رغم عدم دستورية وشرعية الجسمين الأخيرين.
ليبيا اليوم في حاجة لانتخاب رئيس يعبر عن إرادة الشعب الحقيقة وليست المزورة والمغيبة، ولا يمكن أن يكون هذا إلا من خلال انتخاب مباشر عن طريق الاقتراع الشعبي، وبحيث يكون كل مواطن ليبي وطني بالولادة من أبوين وطنيين ويقيم في ليبيا، أهلاً كمرشّح لمنصب رئيس الدولة، ما لم يكن صدر ضده حكم قضائي يمنعه من تولي المنصب، لضمان أن يكون ممثلاً للشعب؛ انتخابه من الشعب وليس من فئة أو نخبة كما تسعى جماعة الإخوان، ليصبح بذلك رئيس جماعته أو تنظيمه في ثياب رئيس دولة، كما حدث مع الرئيس المصري المعزول محمد مرسي.
غياب أو تغييب منصب الرئيس في ليبيا، هو ضياع لمهامه وتشتيت لها، وبالتالي يتفرق الدم (الحقوق) بين القبائل أي الأجسام السياسية المتنازعة لصفة الرئيس بينها، التي هي من حيث الفعل والتصرف، أعلى سلطة في قيادة الدولة وإدارتها.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليبيا وتغييب منصب الرئيس ليبيا وتغييب منصب الرئيس



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon