توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيف تسلل الغلو إلى ليبيا؟

  مصر اليوم -

كيف تسلل الغلو إلى ليبيا

بقلم - د. جبريل العبيدي

المجتمع الليبي الوسطي، لم يشهد أي حالات غلو وتطرف، إلا حالات منعزلة ومتفرقة في نهاية تسعينات القرن الماضي عندما تسلل فكر «القاعدة»، إلى بعض الشباب، خصوصاً ذلك المنبهر «بالجهاد» الأفغاني ضد آلة القمع السوفياتي في حينها، وكنتيجة للقمع وكبت الحريات في زمن القذافي، دفع البعض للهجرة حتى ولو كانت للسكن في كهوف تورابورا.

فمحاولات البعض اليوم التشبه باللباس الأفغاني في ليبيا، والتي لا تربطها بأفغانستان حدود ولا تراث ولا عادات مشتركة، بنشر البرقع الأفغاني «البروكا» مثلاً بين تلميذات المدارس، وبين المعلمات، الأمر الذي يعتبر خطراً يهدد المجتمع، ويكرر الخطأ، والسكوت عنه كارثة أخرى. فقد يصلح اللباس لسكان كهوف تورابورا من العرب المهاجرين للاندماج في المجتمع الأفغاني، ولكنه حتماً لا يصلح للمجتمع الليبي العريق في أصله وتاريخه الليبي بجذوره العربية والإسلامية، التي يفتخر ويفاخر بها.
ولعل ما تسبب في اتساع رقعة الغلو والتطرف وابتعاد البعض عن الوسطية، هو إلغاء التعليم الديني زمن النظام السابق، حيث قام نظام القذافي بالإبقاء فقط على تدريس سور القرآن الكريم ومعاني الكلمات في مناهج التعليم العام، مما تسبب في حالة فراغ ديني، مكنت المتطفلين من نشر أفكارهم دون حصانة للمجتمع بمؤسسة دينية تعليمية، تشرف عليها الدولة وتراقب إصداراتها، وهو السبب المباشر في تغلغل الغلو والتطرف وانتشار أفكار كأفكار البنا وقطب.
وفي تسعينات القرن الماضي عندما واجهت الدولة الجماعات المتطرفة، وقدمت المئات من رجال الشرطة والجيش ضحايا لغدر هذه الجماعات، مثل «الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة» فرع القاعدة الليبي، التي لا تقوى على المواجهة، بل تستخدم الغدر سبيلاً، والتي تحصنت في كهوف الجبال الوعرة، لتكون قاعدة انطلاق لها، بعد أن رفضهم المجتمع بين ظهرانيهم.

واستمرت المعالجة الخاطئة، حيث تحولت السجون إلى مفرخة لإنتاج المتطرفين وأشبه بأكاديمية يتخرج فيها الكثيرون منهم، وسجن «بوسليم» نموذج حي، ولعل خديعة تنظيم الإخوان لنظام القذافي في الألفية، حين خدعوا القذافي الابن، بأنهم قاموا بمراجعات لأفكارهم، في عملية المصالحة مع النظام الليبي عام 2005، وكان عرابها في حينها المطلوب على قائمة الإرهاب الصلابي، ومرجعها القرضاوي المطلوب الآخر، حيث أصدر قادة الجماعة «مراجعات» جديدة للجهاد، أوضحت المراجعات «أن الكفاح المسلح ضد نظام القذافي غير شرعي»، كانت هي مجرد تقية سياسية للخروج من السجون، سرعان ما تنكرت لها في فبراير (شباط) 2011 وحمل أعضاء الجماعة السلاح لإسقاط النظام، بمساعدة الناتو.

تسلل الفكر المتطرف إلى ليبيا وأحدث شرخاً في المجتمع، خصوصاً أن أغلب من تم القبض عليهم، في المواجهات المسلحة مع الدولة، كانوا ممن يعتنقون فكر الإخواني التكفيري عضو جماعة الإخوان، شكري مصطفى مؤسس جماعة التكفير والهجرة، التي تتبنى فكراً ضالاً فاسداً يلخصه مؤسسه بقوله: «إن كل المجتمعات القائمة مجتمعات جاهلية وكافرة قطعاً»، وبذلك يكفر الابن أبويه وإخوته وأهله، ويهجرهم ثم يعود ليقتلهم بالفؤوس والسكاكين، ظناً منه أنه يتقرب إلى الله بدمائهم، وهو المتشبع بأفكار «القاص» قطب وتلاميذه أمثال «الشاعر» شكري مصطفى، مما يؤكد أن جميع من أسس لأفكار التطرف هم دخلاء على المنهج وليسوا متخصصين لا في الفقه ولا حتى في اللغة.

ولكن المجتمع الليبي، الذي في عمومه وسطي، ويعتمد أغلبه فقه المدرسة المالكية، يرفض رفضاً قاطعاً احتضان هذه الحركات وفكرها، إذ بقيت هذه الجماعات مجرد جماعات انتهازية منعزلة تظهر وتطغى وفق الظروف المحيطة، مستغلة حالة الفراغ، سواء الفكري الديني، أو الأمني للتسلل، عبر أشكال وتسميات مختلفة، لا يهمها الاسم، الذي تختفي خلفه، بقدر ما يهمها نشر أفكارها المتطرفة الدخيلة.
الناس جميعهم في ليبيا ضد هذه الجماعات وأفكارها التدميرية، وقد برز هذا واضحاً أيام الانتخابات، لم تنل هذه الجماعات شيئاً، إلا أنها تحاول التسلل نتيجة الدعم اللامحدود من قطر وتركيا مالاً وسلاحاً، لتخريب ليبيا ووسطيتها.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

GMT 01:43 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

قاموس الاستقرار وقاموس النار

GMT 01:32 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

بريد الليل

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف تسلل الغلو إلى ليبيا كيف تسلل الغلو إلى ليبيا



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon