توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«الإخوان» والتقية السياسية

  مصر اليوم -

«الإخوان» والتقية السياسية

بقلم: د. جبريل العبيدي

التقية أصبحت سلاح تنظيم «الإخوان» أمام أي عاصفة تعصف به، فيهرع عناصره وأفراده إليها للخروج من أي مأزق. فالتقية في اللغة يراد بها الحذر، والتقية في مفهوم «الإخوان» معناها: أن يظهر الشخص خلاف ما يبطن، لينطبق عليهم قول الله تعالى «وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُونَ».
ولعل ما ذكره القيادي المنشق عن جماعة «الإخوان» ثروت الخرباوي في كتابه «سر المعبد» من أن التنظيم، استخدام التقية في التزلّف والكذب والتزوير، يؤكد تلوث أفكار هذا التنظيم بأفكار ماكرة للمراوغة والمخادعة.
لكن يبقى اعتذار الشيخ عائض القرني، عن أخطاء جماعته طيلة العقود الماضية، مختلفاً وقد لا يكون له علاقة بالتقية الإخوانية، وإن كان أثار الكثير من الجدل حول صدق الاعتذار من عدمه، وكونه قد يكون مجرد مناورة كعادة جماعة «الإخوان» في مواجهة الظروف والمتغيرات المحيطة، لكن يبقى الاعتذار عن الخطأ حسنة، وشجاعة يجب أن ينظر إليها، وإن كانت وحدها غير كافية؛ لكون العقود الماضية وخطابها الذي دأبت عليه هذه الجماعة، قد تسبب في الكثير من الجراح والدماء والضحايا سواء الجسدية أو الفكرية، والتي لا يمكن معالجتها بالاعتذار وحده وإن كان صادقاً، فلا بد من جبر الضرر بطرق شتى.
ولكن تبقى حالة عائض القرني، التي نتمنى أن تكون حالة صادقة؛ لأنها قد تعود بالنفع في حالة صدقها لكون الرجل له شعبية لا يمكن إنكارها، وهناك شباب تأثر به، وعودته عن الخطأ وفضحه للتآمر وللمتآمرين، سيعود بالنفع لإظهار الحقيقة وحجم الضلالة والتغييب الذي كان يمارسه التنظيم مع الشباب. وبالتالي لا بد من خطوات جادة، لتصحيح المفاهيم والبدء في مراجعات فكرية، لتصحيح المفاهيم المغلوطة والملتبسة عن الولاء والبراء والحسبة ومفهوم الطاغوت و«الحاكمية» التي لا ذكر لها في القرآن، ومحاولة خلطها بمفهوم الحكم.
فالاعتذار خطوة حسنة على ألا تكون مجرد تقية سياسية، كما حدث في الحالة الليبية، حيث أقدمت جماعة «الإخوان»، والجماعة الليبية المقاتلة على مراجعات في عام 2007، تزعمها كبيرهم القرضاوي وشارك فيها عرّاب التنظيم في ليبيا علي الصلابي والمطلوب على قائمة الرباعية العربية في قضايا إرهاب، وكان القرني والعودة والعريفي من بين المشاركين في حوارات السلطات الليبية مع سجناء الجماعتين، حيث كالوا للقذافي من الثناء والتكبير وهم جلوس في خيمته ما لم يكله الشعراء والغاوون منهم من المديح والثناء والتعظيم ضمن زيارة القرني إلى ليبيا التي كانت في أغسطس (آب) 2010، بدعوة من جمعية «واعتصموا» للأعمال الخيرية التي ترأسها عائشة معمر القذافي، ضمن الحوار بين السلطة والجماعة الإسلامية المقاتلة.
وكان الثناء والمديح الذي أغدقه القرني على زعيم بلد المليون حافظ لكتاب الله، سرعان ما انقلب إلى تشفي في مقتل القذافي، حيث قال في حديث متلفز على جزيرة قطر: «ضحى الليبيون بالطاغية القذافي قبل عيد الأضحى فنقول لهم (ضحوا تقبل الله أضحيتكم)»، واستطرد قائلاً: «لما رأيت القذافي مبطوحاً مذبوحاً تذكرت قول الله تعالى (كَأَنَهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنقَعِرٍ)»، الأمر الذي جعل البعض يصف القرني بأستاذ التقلبات والتلونات.
لكن حتى نكون منصفين، فنحن لم نشقق عن قلب القرني لنعرف الصدق أو غيره، في اعتذاره، ويبقى الله وحده هو العالم بسرائر النفوس، وما لنا نحن سوى الظاهر من القول؛ ولهذا نرحب وبحذر بالاعتذار، ونعتبره خطوة إيجابية يمكن الاستفادة منها في جبر الضرر.
فالخطوات القادمة للشيخ القرني هي من ستحكم على الاعتذار، والتي تبدأ بإصلاح ما أفسده وجماعته من أفكار في عقول الشباب، عبر سلسلة من المراجعات والمحاضرات والدروس لتصحيح المفاهيم.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الإخوان» والتقية السياسية «الإخوان» والتقية السياسية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon