توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
الثلاثاء 18 شباط / فبراير 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

ليبيا وانغلاق الحل السياسي

  مصر اليوم -

ليبيا وانغلاق الحل السياسي

بقلم - د. جبريل العبيدي

المبعوث الدولي غسان سلامة انتقل مبكراً إلى الخطة «ب»، وهذا يُعدّ قفزة على التفاهمات السابقة التي شارك هو نفسه فيها في تونس، ما يعتبر بمثابة إعلان فشلها لحل الأزمة الليبية، فالخطة «ب» متمثلة فيما سماه المؤتمر «الليبي الجامع» الذي ظهر بنسخة الملتقيات «الوطنية» المجزأة بين المدن، حيث جمع فيها مجموعات لا أحد يعرف آلية الاختيار للمشاركين فيها دون سواهم ولا طبيعتها، ولا من هي الجهة المباشرة، سوى بضعة تصريحات يطلقها مكتب سلامة، كرر فيها إشراف مؤسسة خارجية غير حكومية على هذه الملتقيات، الأمر الذي يبدو أنه فشل في الخطة «أ»، والدليل الهروب إلى الخطة «ب» حتى قبل استكمال الخطة «أ» فيما أعلن عنه سابقاً في بداية تسلمه المهام من خلفه الألماني مارتن كوبلر.
الملتقى «الوطني» الذي قال سلامة عنه هو المرحلة الثانية، ويضمن إتاحة الفرصة لضم «المنبوذين دون إقصاء» ليبقى السؤال الجوهري: من سيحاور من؟ وسلامة الذي قدّم إحاطة لمجلس الأمن تحدث فيها عن تحسن الوضع الأمني في ليبيا بضرب مثل عن الاشتباكات الأخيرة التي قال عنها: «إن ما قتل فيها لا يتعدى عدد أصبع اليد الواحدة»، وأنه وفريقه يسكنون طرابلس منذ شهرين، سلامة لم يخفِ انزعاجه من تهتك النسيج الاجتماعي الليبي بسبب الحروب، وإن كانت هذه قراءة أحادية للسيد سلامة، لكونه يتحدث عن بقعة جغرافية هي جزء من ليبيا، ولكنها ليست جميع ليبيا.
الملتقى «الوطني» الذي تشرف عليه وتنسق له مؤسسة خارجية لا أحد يضمن استقلاليتها، ولا يعرف أحد إلى أي درجة تتمتع هذه المؤسسة بالنزاهة والشفافية، لتكون وسيطاً نزيهاً بين فرقاء كُتب عليهم الاختلاف والخلاف والشك والتخوف من التفاصيل، حيث مكمن الشيطان.
سلامة الذي بدأ خطته في ليبيا بقراءة جيدة للمشهد وبخطوات تعتبر مختلفة عن سابقيه، إلا أنه بعد أن قطع شوطاً ماراثونياً في الأزمة الليبية، يبدو أن أنفاسه خانته في استكمال الماراثون وما بدأ فيه، واستعجل الانتقال إلى المرحلة الثانية دون تحقيق النجاح المطلوب في الخطة «أ»، فهو دعا إلى مؤتمر وطني «جامع» يضم جميع «المهمشين والمنبوذين» وفق تعبيره، من الذين لم يمثلوا في الأجسام السابقة، وكأن الأمم المتحدة تبحث عن «ليوجيركا» ليبية لحلحلة الأزمة الليبية.
ومن المنتظر أن يعقد ملتقى جامع خلال شهر يونيو (حزيران) المقبل، ليتم فيه جمع كل التوصيات التي خرجت بها الملتقيات التشاورية الحالية، حيث تشبه الفكرة المؤتمرات الشعبية التي كان يعقدها نظام القذافي في المدن، ثم تجتمع في مؤتمر جامع يسمى مؤتمر الشعب العام، لتكون المحصلة الضرب في الرقم صفر.
يبدو أن سلامة يحاول استنساخ تجارب كثيرة، ولكن بطريقة: من كل بستان زهرة، فخلط بين فكرة المؤتمرات الشعبية للقذافي ومؤتمر الليوجيركا الأفغاني، حيث يكون «اجتماع قبائل ووجهاء ورجال الدين وساسة وأساتذة جامعات ومفكرين أشبه باجتماع مصالحة عام»، ولكن لا هذا حدث ولا ذاك.
ملتقيات سلامة في ليبيا نتمنى لها النجاح لحلحلة الأزمة الليبية الخانقة، ولكن بصيغتها الحالية، حيث غياب أي خطة واضحة ولا وجود لبرنامج محدد الخطوط والمعالم، ستكون جزءاً من سياسة الترحيل والهروب إلى الأمام، وبالتالي لن ينتج عنها سوى إطالة عمر الأزمة الليبية ومعاناة المواطن.
يحدث هذا في ظل هذه الفوضى العارمة، وتوقف تام لعمل الإدارات والمؤسسات، وخسارة ليبيا كل يوم ملايين الدولارات بسبب هذا التناحر السياسي الذي أهدر ثروات ليبيا وخاصة النفطية التي تعدّ مصدر الدخل الوحيد الحالي للبلاد التي تكاد تكون على حافة الإفلاس، رغم أن ليبيا تعد إحدى أغنى دول المنطقة نفطياً، وتقدر الاحتياطات النفطية المؤكدة فيها بنحو قرابة 47 مليار برميل، إلا أن النفط بدلا من أن يكون مصدراً لسعادة الليبيين تحول إلى مصدر تعاسة لهم، ولعنة تلاحقهم بسبب تلاحق الأزمات المصطنعة، وفشل سياسات الاستثمار الأفضل لواردات النفط المالية، والتناحر على السلطة الذي تسببه جماعات الإسلام السياسي.
خسائر القطاع النفطي كانت بسبب تضرر البنية التحتية بالحروب المتكررة، أو التوقف عن الإنتاج وقدم البنية التحتية للنفط وتهالكها وحاجتها للتطوير، كما أكد البنك الدولي في تقرير له: أنه لا يتوقع استعادة النفط قدرته القصوى في الإنتاج قبل 2020، قبل أن يتم إصلاح البنى التحتية التي تكبدت أضرارا فادحة، وكذلك بانتظار استتباب وعودة الأمن وتحقيق الاستقرار السياسي في ليبيا.
إن من يعرقل الحل السياسي هم جماعات الإسلام السياسي، وهم من وصلوا بالبلاد إلى هذا المستوى من الانحدار.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليبيا وانغلاق الحل السياسي ليبيا وانغلاق الحل السياسي



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon